لم يكن أكثر المتفائلين من جمهور الهلال يتوقع فوز فريقه على الأهلي شندي بأربعة أهداف مقابل هدف قياساً على المستوى اللافت الذي قدمه الآرسنال في الكونفيدرالية وعودته بخسارة مقبولة من القطن الكاميروني، إلا أن الأزرق فعلها وسجل سادومبا وبكري المدينة أربعة أهداف بواقع هدفين لكل منهما حسم بها الانتصار والصدارة ب(40) نقطة للفريق الذي حافظ على سجله خالياً من الخسارة في 13 مباراة على التوالي كرقم قياسي جديد في تاريخ الدوري الممتاز، وذلك بعد أن قدم الهلال أجمل مبارياته في دوري سوداني الممتاز هذا الموسم، وقدم مباراة استعراضية صرفة خاصة في الشوط الأول رقم قوة المنافس، مما جعل الجمهور الهلالي الذي حرص على متابعة المقابلة على الهتاف والتصفيق طوال ال(90) دون انقطاع، عدا حالة واحدة عندما سجل وليد حمدان هدف الضيوف الوحيد من ركلة جزاء في الشوط الأول. ونجح غارزيتو مدرب الهلال في التغلب على الظروف التي يعاني منه الفريق بغياب أطرافه الدفاعية بعامل الإصابة وظروف أخرى واعتمد على المركزية في خط الوسط الذي برع فيه علاء الدين يوسف وعمر بخيت ونزار حامد وهيثم مصطفى ومدثر كاريكا الذي كان أقرب للوسط من الهجوم، بينما تكفل سادومبا وبكري المدينة بالحركة من العمق والأطراف وارعبوا دفاع الآرسنال الذي وقع في أخطاء عديدة، وفي دفاع الهلال كان مساوي وصالح الأمين في الموعد تماماً وتحامل يوسف محمد على الوضع المقلوب وأدى كمساك أيسر في حدود جاهزيته وإمكاناته. سيطرة الهلال الميدانية وجديته منحته الأفضلية والنتيجة والنقاط وإن تبدل الحال في الشوط الثاني الذي تحرك فيه الأهلي بحثاً عن تعديل الفارق، إلا ان بكري المدينة أخمد ثورته بالهدف الرابع وهذا الفضل يرجع للتبديلات التي أجراها غارزيتو بخروج نزار حامد وهيثم مصطفى ودخول مهند الطاهر ومحمد أحمد، حيث نجحا في إعادة السيطرة للفريق وقدم محمد أحمد القادم من الخرطوم مؤخراً مباراة كبيرة وبداية مبشرة، ونفس الحال ينطبق على زميله عبدالرحمن كايا الذي دخل بديلاً لسادومبا رجل المباراة الأول. استعاد الهلال مستواه العالي ووضح أن لاعبيه هضموا أسلوب غارزيتو الذي بدأت بصماته تتضح للجميع، مع ارتفاع واضح في عنصر اللياقة البدنية الذي رجح كفة الفريق، عكس الأهلي شندي الذي جاء لتكرار سيناريو النصف الأول والخروج بالتعادل، إلا أن رهانه على الدفاع قد خاب واستقبل الخسارة من المتصدر وتجمد رصيده في 19 نقطة جعلته في وضع بعيد عن المراكز الأربعة.