بعد نشر الحلقة الأولى من قصة مدير فاشل جداً.. إزدحم البريد برسائل لأصدقاء نعرفهم بأشخاصهم ،وأصدقاء لم نلتق بهم من قبل ولكنهم في القلب والخاطر والفؤاد ومن بين الذين صوبوا ما ورد في الزاوية مهندس طيران كان قريباً من حقبة ما قبل مجيء المدير الحالي المهندس محمد عبد العزيز، في رسالتة التي فضل حذف إسمة والأشارة لمضمونها فقط قال المهندس إن مركز الملاحة بمطار الخرطوم من المشروعات التي بدأت في حقبة اللواء مهندس أبوبكر مصطفى ،والذي وصفه بالمدير الناجح وإن إقالته اكتنفها ظلم شديد على خلفية سقوط إحدى الطائرات المدنية ،وإن مشروع مركز الملاحة ربما كان السبب الذي أخرج المدير السابق من موقعه وإن شبكة من القطط السمان تقدمت بعروضها لإستيراد أجهزة مركز الملاحة لكن اللواء أبوبكر مصطفى لجأ لإستشارة منظمة الطيران الدولية حتى يتم إختيار أجود الأجهزة وأكثرها ملائمة وطبقاً لنصائح المنظمة العالمية تم الإتفاق مع شركة «تالس»الفرنسية وغداة تركيب الأجهزة تم الاتفاق على إنتداب خبير للتشغيل وتدريب السودانيين. ومضى المهندس يقول إن القطط السمان التي تقدمت بعروضها ليتم «ترسية» العطاءات لها هي من يقود الحملة الضارية على المدير الحالي محمد عبد العزيز وهي ذات المجموعة التي شنت حربها ضد المدير السابق ومستعدة الآن لوقف إطلاق النار إذا ضمنت مصالح في الحصول على إمتيازات العطاءات، ومضى المهندس وهو يعقب على المقال بالقول مراكز القوى والضغط على مدير الطيران المدني ليست بعيدة عن الطيران.. بعض أعضاء مجالس الشركات الخاصة العاملة في إستيراد المدخلات الفنية للمطارات هُم أنفسهم مديرو شركات خاصة وأصحابها وأعضاء مجالس إدارتها بمعنى آخر الذي يتخذ القرار الفني لديه قبعتين.. قبعة حكومية وقبعة قطاع خاص.. في الصباح موظف حكومة وفي المساء مدير شركة خاصة تقدم الشركة أوراقها للحكومة لينظر فيها مديرها المسائي،والذي هو في الأصل مسؤول حكومي في الصباح! لذلك وجدت المشروعات الطموحة التي نفذت في حقبة المدير السابق ،ولم تكتمل حتى اليوم مثل مركز الملاحة الجوية الذي سيتم إفتتاحة رسمياً في القريب العاجل، وجدت مقاومة عنيفة من أصحاب المصالح التي تضررت حتى هيكلة الطيران المدني تجد معارضة عنيفة من قبل مراكز قوى داخل هيئة الطيران المدني وداخل الحكومة والشركات ومن يقف وراء تلك الشركات!! مركز الملاحة الجوية الجديد يمثل عنصر قوة للدفاع الجوي عن السودان بالسيطرة على الأجواء السودانية بالكامل لا تستطيع طائرة إغاثة أو طائرة تجسس اختراق أجواء السودان ،وفي ذات الوقت يحقق مركز الملاحة عائدات بالعملات الصعبة للخزينة العامة من خلال جعل أجواء السودان «آمنة» تقدم خدماتها للطيران العابر والطيران من وإلى السودان.