واليوم أمر.. وغداً أمر.. اليوم نقول سلاماً ووداعاً.. اليوم نضع لك اللمسات النهائية حتى نقول مثل ما قيل لحمدان أبو عنجة.. ما وجهت رايات نصرك وجهة إلا وبالظفر المؤكد ترجع.. ولك أن تتساءل لماذا ننفق كل هذا المداد.. لماذا نكتب لك على مدى أربع أيام حسوماً.. وذلك في يسر وبساطة.. إننا مثل فيروز وهي تخاطب «القدس» عيوننا ترحل اليك كل يوم.. وصدقني أن كل العيون ترحل إليك كل يوم.. فقد سئمنا من ذاك الفضاء المحتشد فقط بالكلمات.. وصدقني إننا لم نراهن مطلقاً على تلك الوعود المغلظة التي أقسمت على الحكومة الرشيقة.. وها نحن نكسب الرهان وها هي الحكومة تأتي بنفس الشحم والورم.. و«يعني شنو» تأتي الحكومة بعد إقصاء خمس وزراء فقط.. أين الرشاقة.. وهي من «تقل المرجرج كالخايض الوحل» «غايتو» لم يتبق لنا من المشاهدة والترقب و«الفرجة» حتى نهاية «الفيلم» إلا أنت.. نأمل صادقين أن تنتهي الرواية بمصرع الخائن.. وانتصار البطل الذي هو أنت شخصياً. بعد هذه المقدمة «العابثة» دعنا ندخل في «الجد» ونهديك بعض الاسهم التي تقودك مباشرة إلى الأهداف المشروعة لتكون في مرمى تصويبك.. وعلى طريقة «الأطباء» وهي طريقة «الاستبعاد» استبعاد بعض الحالات في تشخيص الأمراض.. نرجو منك أن تستبعد من مربعات المظان.. أولئك الأثرياء من المسؤولين والذين كانوا أثرياء وينحدرون من أسر مترفة قبل إعصار الإنقاذ.. يعني هناك أولاد «عز» كانوا يرفلون في ثياب الترف والحياة اللينة الفخيمة قبل أن تأتيهم السلطة طائعة أو مجبورة أو مجرورة تجرجر أذيالها.. يعني «استبعد» كل من كانت عائلته مالكة تجارة هائلة أو صناعة أو أطيان.. وفئة أخرى يجب أن تستبعدها تماماً من جدول أهدافك، وهم الذين كانوا يعملون خارج البلاد، وخصوصاً في دول الخليج أو حتى أوربا وأمريكا.. وهؤلاء يجب أن تكون سنوات اغترابهم طويلة وفي مهن رفيعة.. ثم استبعد كل الذين كانوا- قبل الإنقاذ- يعملون في منظمات دولية أو اقليمية مثل الأممالمتحدة بكل أنشطتها وصناديقها.. لأن مثل هؤلاء ليس غريباً ولا عجيباً ولا مدهشاً.. أن يمتلكوا الدور والعمارات الشواهق.. أما غير هؤلاء فيجب أن ترفع لهم لافتة السؤال من أين لك هذا «ومن طرف» يعني لا تستثني غير هؤلاء أحداً.. مولانا دوسة.. أرجو أن تهيئ نفسك.. وتضع «أذنيك» في حالة استعداد لسماع الإجابة لسؤالك من أين لك هذا.. ستسمع ردوداً من شاكلة «هذا من فضل ربي».. و«إن الله يرزق بغير حساب» ويمكن أن تسمع «ماذا يعمل الحاسد مع الرازق».. كل هذه الاجابات قد سمعتها أنا شخصياً من أحد «أصحابنا» الذي كان قبل مجيء الإنقاذ.. في بؤس وفقر وفاقة.. بل كنا نطعمه و«نشربه» أيام الجاهلية.. والرجل لم نكن نعرف له ورعاً ولا ديناً وتأتي الإنقاذ.. والرجل حتى قبل أن يعرف هويتها.. ولا مسارها وأي طريق تسلك حتى «إعتمر» الجلابية القصيرة وتلفح «بشال» واشترى «عصاية» ويقال «تحت.. تحت» إن غرة الصلاة تلك التي ظهرت فجأة على جبينه يقال إنها «صناعية، بل هو وشم يقوم به متجر معروف في «سوق أم درمان».. وتمضي الأيام.. وينتفخ جيب «صاحبنا».. ويعرف طريقه إلى المصارف تلك التي لم يعتبها في حياته.. ثم الرجل الآن من أصحاب العقارات، وعدد يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة من العربات مع «كمشة» من الأكشاك، عندما سألناه كان أولاً يجيبنا مازحاً.. ماذا يعمل الحاسد مع الرازق.. ثم عندما إعتصمنا بالجدية في السؤال.. كان يقول لنا.. إنه من فضل ربي، وكنت أنا أقول له- وفي «عينه»- ونعم بالله ولكن والله إنك حرامي.. ختاماً.. مولانا.. أعلم إن الإنقاذ وعلى مختلف ألسنتها وقادتها، كانت تقول نحن أولاد الغبش والفقراء.. وهذا ما سوف يسهل مهمتك.. وفقك الله..