ومن أقوال الدكتور أمين حسن عمر المأثورة والمحفوظة والتي تسجل له مثله مثل عظماء التاريخ.. ولا عجب فها هي الإنقاذ تتحفنا كل يوم بماركة مسجلة من الأحاديث تخليداً لرموزها.. منها تلك البارعة في «الشتائم» والسباب المستمدة من بحيرة الموروث الشعبي السوداني.. ومنها الهجاء والتقليل من شأن النّاس.. ومنها ما هو منسوب للطيور والحيوانات مثل وصف مولانا الطيب مصطفى لنا نحن في المعارضة أو على الأقل الحزانى والنائحين على شطر وتشظي السودان.. فقد وصفنا مولانا الطيب بأننا قبيلة من النعام.. نعود إلى مولانا ودكتورنا أمين حسن عمر الذي قال يوماً مفاخراً وهو «يهز» «بالعصاية» قال كفى الإنقاذ فخراً أنها أجبرت العلمانيين بالقياس بأحكام شرع الله.. واليوم- أحبتي- دعوني «استلف» تلك «المسطرة» مسطرة مولانا أمين وأقيس بها المسافة بين الإنقاذ وشرع الله المُطهّر.. لأوضح لكم كم هي واسعة شاهقة شاسعة المسافة بين شرع الله وأفعال الإنقاذ.. ولا أجد استهلالاً ولا تاجاً أضعه على رأس مقالي هذا غير الحديث الشريف الذي قاله سيّد البشر الذي لا ينطق عن الهوى نبي الله وحبيبه محمد عليه صلوات الله والسلام.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من سنّ سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً ومن سن سُنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً» صدق رسول الله.. ونذهب اليوم عبر «اللفتهانزا» مباشرة إلى برلين أو هامبورج أو دسلدروف حيث يُقيم مولانا علي الحاج.. لنقول إنّ الرجل قد اختطّ طريقاً وعبّد شارعاً واستنّ سُنّة سيئة اندفع خلفه إخوة له في الإنقاذ اندفاع الشلال.. أو اندلاع الرياح.. فالرجل هو صاحب براءة اختراع الوصية أو المقولة أو الدستور الذي طبّقه ويُطبّقه وإخوانه من الإسلاميين حرفياً.. كان ذلك بعد المفاصلة تلك التي زلزلت أركان الإسلاميين.. وأوهت وأوهنت عراهم وشتّتهم فرقاً وأحزاباً و «كيمانا» سألوه يوماً لم يكن سؤالاً بل تجريماً وتجريحاً واتّهاماً.. سأله الشعب السوداني الذي ما زال يأمل أن يعرف.. «أين أموال طريق الإنقاذ الغربي».. أجاب الرجل بل أعاد الرجل «كرة النّار» سريعاً إلى ملعب السائلين.. «خلّوها مستورة» وهنا انحسرت الأسئلة وتبددت في الفضاء كما الدخان.. بل خرست تلك الألسنة وابتلعتها أفواه الذين كانوا يرمون إلى جر الرجل إلى قفص الاتّهام وبالمناسبة.. ما زال الشعب السوداني قاطبة.. بل ما زال الشعب السوداني عامة وأهلنا وأحبتنا في غرب البلاد الذين هم وحدهم من دفع تلك الأموال الطائلة لطريق الإنقاذ الغربي.. دفعوها من عافيتهم وصحتهم ومعيشتهم.. بعد أن تخلت ألسنتهم طواعية عن طعم السكر.. ثم ها هم يلعقون الحنظل يلوكون الصبر وكل ما في الحلوق يبقى مر.. المهم.. لقد ترسّمت الحكومة خطى الدكتور وها هي تسير خلفه الحذاء بالحذاء لا تنحرف من هذا الدرب ولو بمقدار بوصة واحدة أو درجة «منقلة» في دقة الساعة السويسرية.. وهل من أمثلة.. نعم و «بالكوم» هي أكثر عدداً من من حبات رمال كلهاري.. وقبل أن نحكيها واحدة واحدة.. وقبل أن نكتب صفحاتها صفحة.. صفحة.. وقبل أن نورد تفاصيلها حرفاً.. حرفاً.. دعوني أسألكم- أحبتي- هل سمعتم أو قرأتم أو شاهدتم.. مسؤولاً واحداً من كل الذين تسنّموا عالي المراتب أو حتى وسيط الوظائف في الإنقاذ من وقف مذعوراً ومتهماً في قفص أي محكمة أو لجنة.. أو هيئة قضائية ليدافع عن نفسه علناً وتحت سمع وبصر الشعب عن تهمة اختلاس مال عام أو سوء تصرف في مال عام وهل هؤلاء بشر أم ملائكة..