واليوم نرجو العذر والسماح والمغفرة ونحن نقتحم خلوة بل هي حدائق وقلاع ورياض الأحبة أبناء الأغنياء الأثرياء المترفين.. نرجو منهم السماح والمسامحة ونحن (نعكر صفوهم) وننقص عيشتهم ونحن نندفع من صفوف الدهماء والحرافيش والعامة مترف لياليهم وبهجة أماسيهم .. نرجو منهم أن يحتملونا بأجسادنا الناحلة وعروقنا الناخرة وملابسنا البالية الرثة وعيوننا التي أعشاها تدفق الدموع الهاطلة من جوع ورهق ومسغبة.. نعتذر بشدة لهم ونحن نخوض بأقدامنا المنتعلة (شبشب) أو حذاء مخروم أو سفنجة بالية.. نخوض بل نغوص في الموكيت الذي هو مثل (رغوة) الصابون اليوم نأتيهم مناصحين ومشفقين وخائفين على مستقبلهم الذي نأمل أن يكون أنيقا وبهيجا مترفا ووسيما مثل حاضرهم ولا أقول ماضيهم لأن قطاعا مقدرا من أثرياء اليوم كانوا قبل اعصار الانقاذ مثلنا فقرا وتلتلة وبهدلة.. بل كنا نحن الشعب الذي يكابد الحياة ويكافح البقاء كنا أفضل حالا منهم.. فهم كانوا أفقر من فار المسيد اليوم حوارنا معهم ليس مثل تلك التي كنا نسألهم عنها فيضربون وجوهنا بتفنيد .. لن نعيد تلك الاسطوانات ولن نردد كما الببغاوات.. أسئلتنا التي كنا نتلقى عنها الاجابات في حسم وصرامة فقد كنا عندما نسألهم من أين لآبائكم هذا كانوا يردون في سرعة الكونكورد ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فلا نملك غير أن نردد ونعم بالله وعندما نسألهم كيف لهم تلك العمارة القلعة وذاك السندس الأخضر.. وتلك العربة الفارهة وذاك الأثاث الفخيم وتلك الحدائق التي يغني فيها البلبل كانوا يردون (ماذا يعمل الحاسد مع الرازق) ونقول نعم.. نعم ماذا يعمل الحاسد مع الرازق ونتذكر المرارة والطعم العلقم وخليل فرح يغني ويغني ويؤكد أن (الحاسد) نارو ماكله لسانو والحسود يتحسر. اليوم أحبتي أبناء الأغنياء نتوجه لكم بالنصح ونحن كلنا خوف عليكم وعلى مستقبلكم اليوم قررت الحكومة أن تمد لكم آخر (موكيت) الدلع والخشية عليكم وعلى أجسادكم البضة التي لا تحتمل (دردرة) ولا (بهدلة) ولا وقوف بالساعات تحت شمس الله المحرقة رغم أنها تعلم بعرضها هذا انما تحرق مستقبلكم السياسي أو الاجتماعي تماما.. والخبر الذي أثار كوامن الغضب في تجاويف صدورنا هو اعتزام الخدمة الالزامية باستبدال دفع ضريبة الوطن المدهش الغالي الحبيب النبيل بحفنة ملايين من الجنيهات تفتدون بها أنفسكم من شرف اعطاء الوطن حبات من عرق جباهكم وفتات من (دفرة) وأنت بجانب أبناء شعبكم لتسير قاطرة الوطن وأعلموا يا أبناء المترفين أن هذا يحرق بطاقة مهمة غالية نبيلة وتاريخية كان من المفترض أن تكون في (محافظكم) تباهون بها وتناظرون بها وتنامون مسرورين فخورين على سطحها في أمن وفرح ومرح.. واعلموا يا أحبة ان الشعب الأمريكي الكافر وهو بالمناسبة الشعب الوحيد في العالم الذي نطلق عليه (شعب من كل بلد غنا) جزء منه من الهنود الحمر وجزء من آسيا وفريق من الكاريبي وجزء من أوربا وجزء من افريقيا وجزء من أمريكا اللاتينية هذا الشعب كاد أن يناصر مرشحا رئاسيا بل كان ذاك المرشح قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة في الحجرة البيضاوية ولكن وعندما علم الشعب أن ذاك المرشح لم يؤد الخدمة الالزامية بل (زاغ ) من الخدمة الالزامية أسقطه تماما من حساباته لذا لا تحملوا في جيوبكم ابدا هذا الا عفاء انه حتما يحرق مستقبلكم وتالله عيب أن تشتري أو تتخلى عن فخر وضيع تقدمه لوطنك الذي وهبك كل شئ تشتريه بأموال فقط لأن والدك قادر ومستطيع ولا يحتمل مطلقا أن يدفع بابنه الى صفوف الفقراء الغبش الحرافيش الذين يسعدهم ويبهجهم سكب العرق من جباه تتفصد ليرووا به أرضنا الطيبة أما أين تذهب أموال الفدية والتي أعلن عنها هذا سنفرد له رسالة مفصلة.