ü أكتب الآن بعد الإفطار مباشرة .. «الخرطوم بالليل» في رمضان جميلة!! أمسياتها هادئة عكس الأطراف. الأوضاع مقلوبة!! الأحياء صاخبة ومزدحمة ووسط الخرطوم خالٍ من السكان تماماً!! ü نعود لرمضان هذا الشهر الكريم الذي نحاول بقدر الإمكان أن نبتعد فيه عن دنيا السياسة و«ساسة» و«يسوس»»!! السياسة في رمضان في هذا البلد دائماً في إجازة!! هل لأنها لعبة قذرة لا تتوافق مع قيم رمضان شهر الفضيلة والصدق والنقاء أم أن الساسة فعلاً يصومون رمضان «بالجد» ومن ثم يحاولون المحافظة على صومهم!! ü بعد الإفطار خرجت من المنزل متثاقلاً.. لا زالت هناك بروش قائمة في الشارع والناس في حالة إسترخاء جميلة ودردشة ما بعد «المويات»!! ü خطيب الجمعة تحدث عن شهر رمضان وفضائله، ولكنه شن هجوماً شديداً وبالعيار الثقيل متحدثاً عن ما أسماه ظواهر جديدة ترافق هذا الشهر الكريم، وقال إن هذه العادات دخيلة ولا تشبهنا.. تحدث الإمام عن ظاهرة تناول بعض الشباب إفطارهم على السجائر و«الشيشة والصعوط» !! قال إنهم يبدأون الإفطار بهذه المنكرات والمكروهات وتساءل هل يصح هذا الصيام؟! وهاجم أيضاً ما أسماه ظاهرة تناول البعض لإفطارهم داخل المنازل، وقال إنها تتنافى مع قيم الدين والعادات السودانية السمحة التي تحث على الكرم وإطعام الضيف وعابري السبيل!! ü المسألة ليست بهذه الحدة يا «مولانا» فربما هناك ظروف قاهرة تمنع البعض من الخروج للشارع.. فالحالة الاقتصادية الراهنة صعبة والأمور ليست على ما يرام.. فالفقر يجعل كثيراً من الرجال يأكلون فقط داخل منازلهم مع النساء - كما استنكر مولانا في الخطبة - بل تجعلهم «يأكلون في خاطرهم».. القصة يا شيخنا أصعب مما تتصور ومع ذلك نأمل أن ينتهز الجميع فرصة هذه الأيام الطيبات المباركات لتفقد حال الضعفاء والمساكين والمستشفيات والسجون!! ü سألت أحد الأصدقاء في التلفون قلت له: كيف رمضان؟ قال لي: هذه المرة الأحوال بائسة المهم «ما فرقت» لماذا لا تكتب لنا تحت هذا العنوان؟! ومع ذلك نقول رمضان كريم وأعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات وأن ينصلح الحال وتتحسن أوضاع الناس وأن تصبح كل هذه «المعاناة» من قصص الماضي البعيد.. كل عام والجميع بخير..