على شرف المهرجان النوبي ولاية حلفا: لقد كتبت العديد من المقالات تحت عنوان ولاية حلفا العتيقة، وأعددت كتاباً بنفس العنوان جاهز للطباعة، وكنت الهث وراء المراجع، وذات يوم جاءني حلفاوي كريم، ومعه خمسة كتب طبعت في أوائل عام 2011م، وأسعدني جداً أن الكتب الخمسة تتحدث عن مأساة حلفا، وتضع أيضاً آمالاً كبيرة أن تعود حلفا إلى أمجادها، وهذا ما أسعى إليه، وأطالب رئيس جمهوريتنا عمر حسن أحمد البشير به، وأعتقد أن تأسيس ولاية حلفا قرار جريء لا يقدر عليه سوى عمر حسن أحمد البشير، وعند صدور هذا القرار سوف تنشأ مدينة جديدة، تعيد الأمل إلى ضحايا مأساة التهجير، وفي الوقت تكون مركزاً تجارياً قوياً، يعيد الدم الحي إلى أقتصادنا الذي أرهقته الحرب، كما أرهقه الانفصال، ويتحقق حلمنا بمدينة جديدة تطل على النيل الخالد، وعمارات شاهقة وجهها للنيل الجميل، ووجهها الآخر لمصر العظيمة، وهذا جمال وادي النيل مصراً وسودانا، واقتراحنا أن تُعين منذ الآن، أنشط كفاءات حلفا لتكوين حكومة إقليمية ولائية، تكون جاذبة للإستثمار، مستقلة لإمكانات الموقع، من مياه غزيرة، وأسماك كثيرة، وطمي وغرين، ورغبة في محاصيل طبيعية عضوية ترفض الكيماويات التي أرهقت صحة الناس، وتكون ولاية حلفا العتيقة المنطقة السياحية الرائعة، مدينة النيل والنخيل، موطن الراحة والاستجمام، وغذاء السمك الممتع الذي فيه علاج وشفاء من العديد من داءات العصر، وأعتقد أن الولاية الجديدة تحتاج إلى قوانين جديدة للإستثمار، وحكام أقوياء يجعلون القانون نافذ المفعول، والأمل كبير في حكومتنا الرشيدة، وقبل هذا في إلهنا الغني، الذي يعطي بسخاء ولا يعير، ومثلما خرج إبراهيم من أرضه وعشيرته، وعمر أرضنا هي الآن أرض الحضارات العريقة، يتحقق أملنا في الحياة الجديدة المجيدة، التي تستقطب أمكانات أبناء النوبة في حلفا العتيقة الذين في داخل البلاد وخارجها، والذين نجحوا داخلياً مثل مؤسسي شركة دال، ودال هو اسم نوبي لمنطقة نوبية، وغيرهم من أبناء السودان عامة. أيوب إسماعيل: والحلفاوي المهتم بتاريخه المجيد، والذي يرغب طموحاً إلى عودة أمجاد حلفا، بدءاً بكتابة خمس كتب وهي: /1 حلفا تلاطم الأمواج وهطول المطر. /2 تهجير أهالي حلفا مشاهد ومواقف. /3 تهجير أهالي حلفا نتائج تجربة. /4 النوبي والنهر. /5 الفردوس الموعود وأيوب إسماعيل أيوب من مواليد حلفا، ومن قرية أشكبيد، وبدأ دراساته في حلفا، وهو يعد شاهد عيان منذ طفولته لمأساة التهجير، وهو من قبيلة الرافضين للتهجير، ويرى أنه كان هناك رأي آخر، حيث توجد ملايين الأفدنة في نفس حلفا بالضفة الغربية كان يمكن استصلاحها واستمرار الحياة فيها، وهذا هو أمله في الفردوس الموعود، وينتمي أيوب إلى عائلة نوبية، صبرت صبر أيوب حتى الآن، ورابط الكثيرون من أفرادها في نفس الموقع، ولم يزل متفائلاً بعودة حلفا العتيقة رغم المصاعب والعقبات- ولقد أهدي كتابه تلاطم الأمواج وهطول المطر، إلى روح أبيه، الذي داوم حتى النفس الأخير على رفع علم أسود في ذكري ترحيل أهالي حلفا، والذي أستقى من القرآن الكريم في ثمانينات القرن الماضي: سنعيدها سيرتها الأولى، والذي ظل يردد الماء: ربنا أبني لنا وادياً في الجنة، وسَمٌه وادي حلفا، كما أهدي أيوب كتابه تهجير النوبيين «نتائج تجربة» إلى الدكتور محمد جمال أحمد يوسف باعتبار أنه خبير للموارد الأرضية والبيئة، وبأنه يجد الإجابة على تساؤل أيوب: ما هو الحل؟، والإجابة العودة إلى وادي حلفا، ولكن السؤال الآخر كيف؟ وأضع يدي في يده لكي تكون كيف على يد الرئيس عمر البشير، وأهدى أيوب كتابه تهجير النوبيين مشاهد ومواقف إلى روح عمه أبو راس أيوب، الذي وهب كل وقته لقضايا التهجير، رافضاً فكرة تهجير أهالي حلفا، ورفض بجسده حتي بمرور الأعوام أن تطأ قدمه الأرض الجديدة، أما كتابه «الفردوس الموعود» فقد أهداه إلى كل الجيل النوبي الناشيء ليقدم خطوة حضارية، ويتطلع دوماً لغدٍ مشرق بالأمل والعمل، إن أيوب وكما قال عنه كمال حنفي مسكون بقلق التنمية للمنطقة القديمة والحفاظ على ما بقي من آثارها، ومسكون بالقلق على الذين ذهبوا إلى هناك، ومسكون بقلق أن يكون هناك رباط حضاري بين الصامدين في حلفا العتيقة والمهاجرين إلى حلفاالجديدة، وسوف يظل أبناء حلفا طيوراً مهاجرة، سوف تحط رحالها في ولاية حلفا العتيقة.