من العادات السودانية الموروثة أن أهل العروس يقدمون لأهل العريس في رمضان ما يعرف باسم (موية رمضان)، حيث تعتبر من العادات المرهقة بدنياً ومادياً لأسرة العروس، ويبدأ هذا المشروع من الخطوبة ويستمر إلى ما بعد الزواج ويقع على عاتق العروس إهداء أسرة العريس احتياجات كثيرة متمثلة في (البلح- السكر - الحلومر - الآبرى- الرقاق- الكبكبي- الكركردي- الويكة- التبلدي- التانج) وغيرها من احتياجات رمضان المختلفة، وبالطبع فإن هذه الاحتياجات بدلاً من تأتي بها الأسرة لنفسها تأتي بها على مرتين مما يجعلها من العادات المرهقة لأهل العروس. (آخر لحظة) وقفت على (موية العريس) عن قرب، واستطلعت عدداً من الجنسين لمعرفة آرائهم حول هذه العادة وإلى أي مدى تساهم في التوافق بين الزوجين، وهل عدم إعطاء أهل العريس (موية رمضان) أثناء فترة الخطوبة يلعب دوراً في المشاكل بين الزوجة وأم العريس، فمعاً نطالع ما قالوه: - بدءاً التقينا بفدوى سراج (موظفة)، حيث ذكرت بأن معاناة الفتاة مع أهل العريس تبدأ منذ اليوم الأول الذي يتقدم فيه الشاب لخطبتها، حيث في كل مناسبة يتم فيها إعطاء العريس احتياجاتها، ومعروف أن احتياجات رمضان كثيرة وفيها مشقة لأهل العروس، لذلك يجب أن لا يكون هناك وجود لهذه العادة، وفي رأيي أن عدم إعطاء العريس (موية رمضان) لا يؤدي إلى مشاكل بين الزوجين في المستقبل. - ومن ناحية أخرى ذكر محمد عثمان (طالب)، بأن (موية رمضان) لابد أن يأتي بها أهل العروس لأهل العريس خاصة في فترة الخطوبة والعقد، حيث أن كثيراً من الأمهات ينظرن لجلب هذه الأشياء لهن بأن فيها نوعاً من التقدير والتقييم، وكلما زادت الأشياء كلما كانت لعروس ابنهم قيمة حسب اعتقادهن، حيث يضرب بها المثل وهذه تعتبر من الأشياء الضرورية، وفي رأيي تلعب دوراً كبيراً في مستقبل الزواج، حيث أن بعض الأسر تتمسك بهذه العادة. - وعلى ذات الصعيد اتفق الأستاذ عوض مع محمد عثمان، حيث ذكر بأن هذه الأشياء تلعب دوراً كبيراً في مستقبل العلاقة الزوجية، وأيضاً العلاقة بين الأسرتين، وهي من الأشياء التي تنظر إليها أم العريس وتقف عندها كثيراً وتنظر إليها بعين الاعتبار، حيث تقارن بين زوجات أبنائها في كمية الأشياء التي يجلبنها لها. ü وذكر أحد المعمرين أن (موية رمضان) عمرها حوالي مائة عام، وهكذا تبقى (موية رمضان) عادة ترهق أسرة العروس إلى حين إشعار آخر.