٭ رحل عن دنيانا الفانية أمس بمدينة الأبيض رمزٌ جميل من رموز المجتمع والاقتصاد والرياضة هو الأخ مصطفى التماري الرئيس السابق لنادي مريخ الأبيض وأحد أقدم رجالات بنك الخرطوم. ٭ عزف التماري لحن الوفاء لرياضة السودان وكردفان وهو يقود نادي مريخ الأبيض لسنوات طويلة، وكان يقفز إلى كرسي الرئاسة دورة بعد دورة فصعد الفريق لعشرات المرات بل وأكثر في عهده لمنصات التتويج قبل أن ينازعه الرئاسة صديقي عثمان السيد عبد الباقي ليفساحا معاً بعد ذلك المجال لعهد جديد عهد غندور وصديق هاشم كدماء جديدة ضخت بالفعل في شرايين النادي الكبير. ٭ والتماري عينة فذة من الإداريين وهو من جيل أفذاذ الإداريين في السودان من الجيل الذهبي من الذين تركوا بصماتهم واضحة في الأندية والاتحادات الولائية. ٭ كان التماري إدارياً قوياً يخشاه الجميع وكانت نجوميته في المريخ طاغية وظاهرة، وظل حتى بعد ابتعاده عن مناصب المجالس أحد قادته الذين ظلوا يحددون خارطة طريقه ومساره ومطبخ قراره تقديراً لأدواره التاريخية في النادي الكبير. ٭ وفي المجال الاقتصادي والمصرفي ظل التماري مديراً لبنك الخرطوم في الأبيض لأطول فترة يقضيها مدير في موقعه ومدينته، ومن الواضح أن إدارة البنك الذكية كانت ترى في وجوده الدائم مكسباً لها لشعبيته الكبيرة وتأثيره الساحر في السوق التجاري حتى أصبح مسؤولاً عن كل فروع البنك في المنطقة بجانب مسؤوليته في إدارة البنك بالأبيض. ٭ وفي المريخ ظل الاداري المحنك والداهية والذي يعرف كيف يهزم الصعاب والتحديات، وهو أيضاً رجل علاقات عامة متفوق بهذه الصفة التي عرفها عنه كل من اقترب منه أو تعامل معه، وهو أيضاً رغم المعارك التي يخوضها في المريخ يكسبها أو يخسرها فهو سريعاً ما ينسى كل شيء ويعود ويقابلك بابتسامة واسعة وقلب أبيض لا يعرف الحقد وليس في باله حسابات يصفيها. ٭ مريخيته الصارخة تركت تأثيراً قوياً على أسرته فها هو أبنه طارق شعلة نشاط متوهجة من أجل المريخ ونأمل أن يواصل مسيرة ومشوار والده وأن يكون خير خلف لخير سلف. ٭ حقيقة ومنذ عودة المريخ لمنصات التتويج والبطولة كان التماري يأمل أن يعود المريخ للممتاز لموقعه الطبيعي بين تلك الأندية، والأمل أن تكون هذه الأمنية دافعاً وضرورة ملحة لقادة المريخ وعلى رأسهم صديق هاشم وغندور أخوان ومالك وخالد الشيخ وعثمان السيد وأولاده وحسن «طوستا» وغيرهم وغيرهم من أبناء النادي المخلصين الذين آمل أن يكون هاجسهم الصعود بالمريخ للممتاز لطالما كان الأمر حلم التماري وهاجسه الدائم.. عليه رحمة الله.