الأستاذ «الغالي» مؤمن الغالي كل عام وأنتم بخير الأستاذ الكبير والله انت في نعيم، طالما أنك مرة تضحك ومرة تبكي... الحكاية درون.. والله إني أخشى فقط أن تكون الأولى من شر البلية.. يا أخي أنا عندي الآن 4 سنوات أو أكثر لم أضحك ملء شدقي- كما يقولون- وغيري أيضاً يقول إنني في نعيم، لأن لهم حوالي ربع قرن لم يبتسموا، مع أن ديننا الحنيف يقول.. «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، يفعلونها فقط من أجل إحياء السنة.. وعلى وزن «لم يقل لا إلا في تشهده ولولا تشهده كانت لاؤه نعم» معكوسة. يا أخي أنا والله محتار فيك انت شخصياً لماذا حتى الآن مرارتك لم تنفقع، يظهر أن الحبر الذي تسكبه على الورق مضاد لفقع المرارة، رغم أنه ما جايب حاجة، ولا أحد يلتفت له وإذا قرأه قال كلام جرايد.. غايتو استعملوا دواكم دا- «الكتابة»- وسجلوه في حقوق الملكية، لأن سوقه اليومين دي حار، وأحسن من دواء تكسير العظام والضلوع، وبندول نافع، وحقنة كمال عبيد، والكثير المثير في صيدليات ود مندور المهدي «طيب الله ثرى والده» بقدر ما علم وأعطى.. ياخي رايك شنو في موضوع «هبة محمود»، وأقوال صندوق تشغيل الخريجين المليارية، التي أُخذت سلفية وجاء مجلس الوزراء بجلالة قدره ليقول إنها مكافأة فوائد خدمة.. «آخر لحظة الأربعاء صفحة11» تقرير مراجعة حساب الصندوق القومي، الوطن الصفحة الأولى الأربعاء بتاريخ 17/7، هل سمعت من الله خلقك في جميع دول العالم مكافأة نهاية خدمة لشخص ما زال يعمل؟.. أنا والله ما حصل يوم أضحك وطوالي أبكي، وأتمنى تغلبني القراية وهذا غيض من فيض، وأبوقناية العُشر نايم نوم العوافي، وعين الله لا تنم.. هذا مع تحيات أخوك: عبد الهادي ابراهيم خالد الأراك من المحرر الصديق الغالي جداً عبد الهادي لك التحايا وشوق لا يحد.. ورمضان كريم، أعاده الله على الوطن وهو يزهو ويزدهي متلفحاً ثوب الديمقراطية الشاهقة الشاسعة، الخالية تماماً من أي لولوة.. من غير دغمسة.. وحفظ الله شعب الوطن.. ذاك المدهش الباسل النبيل.. وأعانه مالك الملك على تحمل الضربات والجراح.. ونقص الأنفس والثمرات في صبر وجلد. أنا صديقي لم تنفقع مرارتي لأني فقط أعيش للحياة وبالحياة.. أبذل جهد المقل والقادر والحالم لأضيئ حتى شمعة، أو أشعل شعاعاً لتبدد وتتهاوى العتمة والظلمة.. أضحك مرات قليلة و أنا و أبناء وطني يبتسمون في أحلك الأوقات، قسوة وجراحاً ونواحاً.. ولكني أبكي كثيراً.. والوطن كل ساعة.. تضيق الحياة في وجهه، ولكن دعني أقول لك همساً أن أطول أوقاتي الآن أعيشها، وأنا لا أبكي ولا أضحك، بل أسخر سخرية مريرة.. وأنا أرى خشبة المسرح تجري فيها فصول اللامعقول.. والغريب إن الممثلين في هذه المسرحية يقسمون بالذي رفع السماء بلا عمد، إنما هم من يلومون أنفسهم ويعاتبونها قائلين: يا نفسي مالك تكرهين الجنة ثم يهدرون في فصل آخر ملء أفواههم هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه.. ثم يركضون ركض أبطال العالم في مسابقة 400 متر نحو الأموال والمناصب.. والحياة المترفة الباذخة المخملية.. وكما كتبت أنت أعلاه.. هل هناك سخرية أو هل هناك مسرح اللامعقول أكثر من مكافأة تعطى لموظف ويُقال عنها إنها فوائد ما بعد الخدمة.. والموظف ما زال ممسكاً بكل فايلات وأضابير ومهام الخدمة.. صديقي أنا لن أبكي مرة أخرى.. ولن أضحك مرة ثانية.. ولن أتحمل أساي مرة ثالثة.. ولكني أعدك إني سوف أسخر في مقال أكتبه مرة أخرى وأقدم فيه فصولاً من مسرح اللامعقول.. لك ودي.