اشترى أمير المؤمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فرساً من أعرابي ودفع له ثمنه ثم ركب على ظهره وانطلق وبعد قليل ظهر في الفرس عيب منعه من الجري فعاد به عمر الى صاحبه وقال(خذ فرسك فانه معيب ، فقال الأعرابي :لا آخذه يا أمير المؤمنين، وقد بعته لك صحيحاً .. فقال عمر : اجعل بيني وبينك حكماً .. فقال الرجل : يحكم بيننا شريح بن الحارث الكندي .. فقال عمر: رضيت .. فأحتكما اليه .. فسأل عمر : هل أخذت الفرس صحيحاً يا أمير المؤمنين؟؟ أجاب عمر: نعم، قال شريح : احتفظ بما اشتريت او أعِدَّه كما أخذته فنظر إليه عمر معجباً: هل القضاء هكذا ؟؟؟ قول فصل ...و حكم عدل... سر يا شريح الى الكوفة فقد وليتك قضاءها وكان شريح له رأى بين أهل العلم... وقد صدقت فراسته فبقي يقضي بين المسلمين زهاء الستين عاماً وقد أقره في منصبه عثمان ثم علي ثم معاوية(رضي الله عنهم)ومن مواقفه العظيمه في تاريخ القضاء الاسلامي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقد درعاً له .. كانت عزيزةٌ عليه .. ثم وجدها في يد رجل من أهل الذِّمة يبيعها في سوق الكوفة .. فلما رآها عرفها .. وقال له : هذه درعي سقطت مني في ليلة كذا في مكان كذا لم أبعها ولم أهبها لتصير لك.. فقال الذِّمي: بل هي درعي وفي يدي يا أمير المؤمني،ن وبيني وبينك قاضي المدينة .. قال علي:أنصفت هلم إليه .. فذهبا الى شريح القاضي .. قال علي: لقد وجدت درعي مع هذا الرجل .. وعين «علي» المكان والزمان الذي سقطت فيه .. قال شريح للذمي: ما قولك أنت أيها الرجل ..؟ فقال : الدرع درعي وهي بيدي .. فالتفت شريح الى علي وقال : لا شك أنك صادق يا أمير المؤمنين ولكن لابد من شاهدين يشهدان على صحة ما ادعيت فقال علي : لي شاهدان .. ابني الحسن .. ومولاي قنبر .. فقال شريح :شهادة الابن لابيه لاتجوز فقال علي للذمي : اذن خذ الدرع فليس لي شاهد سواهما .. فقال الذمي : ولكني أشهد بأن الدرع لك يا أمير المؤمنين بعد أن شاهدتك وأنت أمير المؤمنين تقاضيني أمام قاضيك وقاضيك يقضي لي عليك ..أشهد أن الدين الذي يأمر بهذا حق وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. فقال علي : أما وأنك قد أسلمت فاني قد وهبت الدرع لك ووهبت لك معها هذا الفرس ..!