من نعم الله علينا صيام هذا الشهر الكريم وخاصة الأيام العشر الأواخر منه جعلها الله عز وجل أيام عتق من النار.. تمكن العلماء من اكتشاف عدد من الخلايا العصبية تقع في وسط المخ ويبدو أنها مركز التحكم في الايقاع اليومي، فوجدوا أن صلاة الليل تؤخر الشيخوخة. أيضاً وجد أن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية وتدليك الأطراف بالماء عند الوضوء، والتنفس بعمق له فوائد صحية كبيرة.. يؤدي قيام الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكوتيزون خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات، وهذا يتوافق زمنياً مع وقت السحور «الثلث الآخير من الليل» مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى سكر الدم، والذي يشكل خطورة مرض السكري، كذلك يقلل الارتفاع المفاجئ لضغط الدم، ويقي من السكتة المخية، والأزمات القلبية عند المرضى المعرضين لذلك.. كذلك يقلل قيام الليل من مشاكل تخثر الدم في أوردة العين، كذلك يؤدي إلى ليونة وتحسن عند مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء أكانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء. كما يعمل قيام الليل على تخليص الجسم من الدهون الثلاثية والكوليسترول، والتي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية، وكذلك يقلل قيام الليل من بعض أنوع السرطان. يقلل قيام الليل أيضاً من مخاطر الموت المفاجئ بسبب أضطراب ضربات القلب، لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خالٍ من ملوثات النهار، وأهمها عوادم السيارات، ومسببات الحساسية، كما أنه ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ المختلفة لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن، وذكر للأدعية واسترجاع والاكتساب وغيرها. فليكن هذا الشهر وقفة لنا في حياتنا بأكملها وليكن قيام الليل في العشرة الأواخر نواة لتغيير ذاتي وللمداومة على صلاة الليل بعد ذلك.