احدث دراسة بريطانية اشارت لانخفاض الانتاج بسبب كثرة الاجازات والعطلات ووجهت الدراسة انتقادات حادة لهذه الاجازات ومن بينها الاجازات الخاصة بمناسبات الملكة. هذا عن بريطانيا العظمى.. فماذا عن بلاد السودان وطبعاً لا توجد أي مقارنة بين الاثنين إلا في حالة النكتة الشهيرة لأحد اعضاء فرقة تيراب عندما قال ان «بريط» هو جد البريطانيين.. و «ربيط» هو جد الرباطاب!! يجب علينا إلا نقارن حالنا بأحفاد «بريط» وعلينا أن نتمسك بأغنية البعيو «المحلي داخل عطبرة»! وفي الشأن المحلي والوطني سنكتشف اننا نحب العطلات والاجازات أكثر من اللازم والشواهد كثيرة آخرها هذا الانتقاد الذي وجهته هذه الأيام «جماهير شعبنا العاملة» ، لعطلة مجلس الوزراء لعيد الفطر المبارك فقد حدد القرارا العطلة من يوم السبت القادم وحتى الثلاثاء الحادي والعشرين منه على أن يزاول العاملون اعمالهم في السابعة والنصف من صبيحة الاربعاء 22 اغسطس. اعتقد أن الكلام «لحدي هنا مفهوم» ومع ذلك بدأت «النقة» هنا وهناك وبدأت المزايدات «الرخيصة» على هذا القرار الحكومي الشجاع وهناك من طالب بضرورة تنظيم وقفة احتجاجية ضد الحكومة التي «اكلت» يومين قبل العيد ويومين بعده.. وهدد البعض «بتدويل» القضية بحجة أن الحكومة «دايرة تأكل» الناس «حنك» في حكاية العطلات..! نعم نحن شعب بحب العطلات والاجازات بشكل «مرضي» والقصة ليست ذات علاقة بحكاية الكسل التي تشاع عننا!! فالسودانيون ليسوا كذلك. فالسوداني متى ما وجد المناخ والبيئة المناسبتين للانتاج فأنه يفعل العجب والصيام في رجب!! الهروب نحو عالم العطلات والاجازات لا يخلو من حرب نفسية خفية نحو «الغول» الذي يسير دولاب العمل فالرضا الوظيفي في حالة تراجع مستمر!! ولا أحد «راضي بشغله» والعائد لا يكاد يكفي ومعايير التعيين والتوظيف مختلة تماماً ف«المحاصصة» الحزبية والقبلة افلحت تماماً في جعل الناس «يطفشون» من المكاتب وحتى أن وجدت أحدهم وراء طربيزة فأنه قاعد بجسمه أما روحه العزيزة فأنها في سماوات أخرى! يهرب الناس نحو الاجازات والعطلات لانعدام معايير التقييم السليم و زوال تقاليد الخدمة المدنية التي «تسيست» وشربت ماء السياسة حتى النخاع و جاءت معايير الولاء قبل الكفاءة. الآن يحب العاملون في الدولة وحتى في القطاع الخاص العطلات والاجازات لأنه لا يوجد «عمل من اصلو»!! «غزل» أمريكي في السودان