٭ من الملاحظ أن شاشة قناة النيل الأزرق انطلقت في فضاءات لا تلمس وتخدم قضايا الإنسان السوداني وهمومه.. ظلت توجه كاميراتها في مطاردة ومغازلة صريحة للحسان والفتيات المتواجدات على مسارح المشاهدة، من خلال حفلات الڤلل، والبيوت المخملية، وصالات المسارح والأندية في الخارج والداخل.. أدمنت عرض صورة المرأة السودانية بشكل مخزٍ متبرج ورقص حاشد بالميوعة. كل ذلك تشاهده الأسر في سهرات دبي والإمارات والشارقة، وآخرها سهرة مؤسسة آل حاكم التي تم بثها ثالث أيام عيد الفطر المبارك في صورة غير موفقة، حملت مؤشرات خطيرة ظهرت فيها المرأة السودانية كاسية عارية، وكاميرات النيل الأزرق تغازل نساء السيرة وتعريهن حتى من ورقة التوت وهي ترصد حركاتهن وسكناتهن في شكل يدعو للاشمئزاز. ٭ قناة النيل الأزرق لم تكتسِ خدود شاشتها بحمرة الخجل، وهي تبث السهرة متزامنة «التسجيل» في يوم سقوط طائرة تلودي، بعد إعلان استشهاد مجموعة رجال أخيار.. ذهبت بكاميراتها إلى صالة «سبارك سيتي» صبيحة إعلان الفاجعة، وفتحت الأبواب لتحصيل التذاكر دون مبالاة أو حياء. ٭ إن إفساح المجال لقناة النيل الأزرق لتفعل ما تشاء فيه ظلم كبير للإنسان السوداني، بعرض منوعات الرقص والمكياج والزينة، وثقافة غزل الكميرات، والكوفيرات، وصالات المساج، وبيوت الأزياء، والأثاث، وغالبية الشعب السوداني لا يملك سوى المشاهدة التي تقود للإحباط وقد تؤدي للجريمة. ٭ ونخشى أن تجعل هذه القناة الشارع السوداني شبيهاً بالشارع الأوربي. ٭ وهناك ملاحظة.. وقناة النيل الأزرق تحصر سهراتها وبرامجها في عدد ووجوه مألوفة من الفنانين، فقد شاهدنا فرفور، وحسين شندي، ندى القلعة، فهيمة عبد الله، وطه سليمان، وعاصم البنا في برنامج «أغاني وأغاني»، لتعود قناة النيل الأزرق باستضافتهم في برمجة العيد. ٭ حروف على النار ٭ هاجر كباشي باستعدادها الفطري وامكاناتها الصوتية بالغة الجودة والروعة، كنا ننتظرها إضافة وكلمة سر تفتح بها شرفة قصور وضمور الأصوات النسائية وهشاشة منتوجها، إلا أنها فنانة لم تستطع التعامل مع كنوز موهبتها، هاجر تسافر بصوتها وموهبتها لتجمل الكلمات المشوهة الخلقة، التي لا تعيش وترضى لنفسها الجلوس في الصفوف الخلفية.. ٭ مازالت المعايير ومقاييس الجودة عبر المشاركات والبرامج من خلال الإذاعات والفضائيات عنوانها العلاقات مع المخرجين والمعدين أو مقدمي البرامج، لتصبح المساحات البرامجية بمعظم الوسائط الإعلامية عندنا مجرد لمة وشللية للأصحاب والأصدقاء، كما شهدنا في برمجة العيد تماماً. ٭ كتبنا عن منتدى ملتقى الأحبة المساحة التي تعيش طليقة على شارع النيل، هذا المنتدى الذي قلنا ومازلنا إنه مساحة تجسد الخواء الثقافي الذي يعاني منه المشهد الفني بالبلاد، ساحة خالية يتحلق حولها مُدَّعو الفن والثقافة والشعر والإبداع.. ساحة تطغى عليها فوضى عارمة يحتلها ويمرح فيها أنصاف المواهب تجمع من ذهبت نجوميتهم، وأصبحوا يبحثون عنها في أي زمان ومكان وبعض المتوهمين بأن الفن رسالة مظهرية ونفاق اجتماعي.. كل هذا وأكثر متوفر في هذه المساحة تحت مظلة النشاط الثقافي والفني، أوقفوا هذا المنتدى الذي يجسد عرض الأزياء والضحك والفرفشة على قارعة الطريق بشارع النيل.. البلد ما ناقصة.