الفضائيات السودانية في رمضان..(جرد حساب)..! النيل الازرق والشروق...صراع (الكبار)..!! نهاية قناة (شجاعة) اسمها الخرطوم.. والامكانيات تحجب ابداع امدرمان الفضائية السودانية (خارج الشبكة)..وقوون في الزمن (الضائع).! قراءة: أحمد دندش هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته إنقضت ايام الشهر الكريم، وهدأت معها انفاس القنوات الفضائية بعد ان لهثت خلف إرضاء المشاهد طوال ثلاثين يومياً، في ظل تنافس شرس للفوز بالمرتبة الاولى في برمجة رمضان، بينما بدأت التعليقات باكراً حول بعض البرامج والتى قام البعض بتقييمها حسب رغباته في الشارع وداخل المنازل والاماكن العامة، وفي المساحة التالية نحاول ان نلقى الضوء على عدد من برامج رمضان، وعلى القنوات الفضائية السودانية في (جرد حساب) لما قدمت خلال هذا الشهر، ولعكس النتائج الاخيرة لذلك السباق المحموم. أغاني وأغاني..الاعلى مشاهدة: بالرغم من الملاحظات العديدة التى ابداها كثير من النقاد على برنامج اغاني واغاني في نسخته الاخيرة، الا ان هذا لم يمنع ان يكون هو البرنامج الأعلى مشاهدة خلال الشهر الكريم، وذلك من خلال المتابعة الكثيفة التى حظى بها البرنامج هذا العام، وربما يكون الامر غريبا جداً في هذه الجزئية، فالبرنامج في هذا العام جاء دون المستوى المطلوب، كما انه جاء مكرراً في كل شئ، بإختلاف (التقسيمة) الاخيرة والتى يرى البعض انها كان سبباً رئيسياً في ضعف البرنامج، حيث قامت بتقسيم المشاهدين انفسهم لمجموعتين (مجموعة شباب.. ومجموعة كبار )، وهي الامر الذى افقد الحلقات عدداً كبيراً من المشاهدين، وعموماً يتكهن الكثيرون بأن هذا العام ربما سيكون الاخير لبرنامج اغاني واغاني، الا اذا قامت القناة بخطة اسعافية عاجلة تبدأ منذ الان، بحيث تتاح لها الوقت للتجديد المطلوب. زورق الالحان..(الكبير كبير): أجمع الكثيرون على نجاح الشروق في جذب عدد مقدر من المشاهدين خلال رمضان، حيث نافست بقوة من خلال برنامج زورق الالحان الذى تقدمه المذيعة سلمى سيد، وتناقش من خلاله تجربة الفنان الكبير محمد الامين، والذى قدم خلال تلك الحلقات اروع اغنياته، وحكى اجمل التجارب التى مرت به، ولعل قناة الشروق نجحت بشكل كبير جداً في الترسيخ لقالب جديد من البرامج المنوعة والوثائقية معاً، ولعل هذا هو سر تميزها الاخير، بدءاً من (اعز الناس)..و(مع محمود)..وحتى (زورق الالحان)، لكن بالرغم من ذلك التميز ينبغى على قناة الشروق مراجعة بعض الملاحظات في مثل تلك البرامج، حيث يرى كثيرون أن التوثيق يطغى بصورة كبيرة على المساحة الترفيهية. الفضائية السودانية..(نوم العوافي): كالعادة..خرجت الفضائية السودانية خارج سباق شهر رمضان واكتفت بفترة مفتوحة تبث بعد الافطار وبعض البرامج (الهزيلة)، مما زاد كثيراً من مشكلة تواصلها مع المشاهد والذى يبحث دوماً في رمضان عن الجديد والمبتكر، بينما ظل الكثيرون يسألون عن سر (حِرص) الفضائية السودانية على إحتلال المراكز المتأخرة دائماً.؟ وهو السؤال الذى نوجهه للقائمين على امرها وحتى الاجابة عليه نقول للفضائية السودانية: (نوم العوافي). قوون في (الدقائق الاخيرة): في اللحظات الاخيرة قامت قناة قوون بشراء برنامج (بنات حواء) الذى تمتلك قناة هارموني (المتوقفة عن البث) حقوقه، ولعل هذا البرنامج ادخل القناة في حيز المشاهدة بعد الكبوات الاخيرة التى ظلت تتعرض لها، وإنفضاض المشاهدين من حولها اثر توقفها ثم عودتها، ويثنى الكثيرون على خطوة شراء (بنات حواء) الذى تقدمه الزميلة المتمكنة (أم وضاح) والتى نجحت بجدارة في إدارة قوالب هذا البرنامج الحوارية. قناة امدرمان..الامكانيات (تحجز) الإبداع: راهن كثيرون على قناة امدرمان الفضائية في ان تكون من اكثر القنوات السودانية مشاهدة، خصوصاً أن على رأسها الاعلامي المخضرم (حسين خوجلى)، لكن توقفت الامكانيات كالعادة أمام تدفق الابداع، و(حجزته) لحين اشعار آخر، لكن بالرغم من ذلك لم نجد مايشفع لقناة امدرمان الغياب النوعى عن رمضان، حيث افتقدت برامج القناة في رمضان لعامل جذب المشاهدين، والذين كان معظمهم يمسك بالريموت كنترول متنقلاً مابين (قدور)..و(ود الامين)..وتمنينا أن نشاهدهم وهو يضغطون على الريموت كذلك لجلب امدرمان..(لكنهم لم يفعلوا)..! الخرطوم...نهاية قناة (شجاعة): كتبت قناة الخرطوم نهايتها ببرامجها الاخيرة التى بثتها في رمضان، وهي ذات البرامج التى قام الاستاذ عابد سيد أحمد بدعوة عدد من الصحفيين لمؤتمر صحفى لإطلاقها، لكن البرامج التى نوقشت في ذلك المؤتمر الصحفى كانت (في وادي)..وماعرض على الشاشة (في وادي تاني)..حيث كان الإعداد والإخراج لتلك البرامج دون المطلوب، حتى برنامج (عصافير الخريف) الذى كانت تراهن عليه القناة، توقفت حلقاته بعد خلاف بين المنتج ياسر عركي وإدارة القناة، وبنهاية رمضان نستطيع ان نقول وبصراحة أن القناة لم تنجح في الخطة (الجريئة) التى رسمتها قبيل حلول الشهر الكريم، وبالتالي شهدنا في خواتيمه على نهاية (قناة شجاعة). جو اوروبي..ومشوار قصيدة: اصطدم الكثيرون بأسلوب عرض السلسلة الدرامية (جو اوربي)، والتى تبث على فضائية النيل الازرق، حيث جاء ضعيفاً جداً بالمقارنة مع الامكانيات التى اتيحت لإخراج العمل، مما تسبب في نزوح اغلبية مشاهديه لبرامج أخرى، أما برنامج (مشوار قصيدة) الذى تقدمه المذيعة نسرين النمر -على ذات القناة- فلم يكن بأفضل حالاً من سابقه، خصوصاً انه اعتمد على شخصية شاعرة واحدة كأساس للعمل، وهو مانسف كل البريق الذى كان يفترض ان يكون عليه، خصوصاً ان تلك الشاعرة المستضافة برغم توفر عامل الموهبة لديها، إلا انها لم تمتلك من الخبرات او الإنجازات او الجماهيرية العريضة مايبيح إفراد كل تلك المساحة لها، وكان من الأفضل ان تكون حلقات البرنامج مع شعراء مختلفين على مدار الثلاثين يوماً، بواقع شاعر في كل حلقة. كنور..الكلام (للبزنس): قامت قناة النيل الازرق بعرض برنامج (كنور على نار) الذى يقوم بإخراجه سعيد حامد ويقدمه جمال حسن سعيد، ويستضيفان من خلاله عددا من نجوم الفنون والدراما بالسودان والوطن العربي، وتقييماً للبرنامج كفكرة فهو ناجح جداً، فقط يعيبه غياب العنصر النسائي في التقديم، لكن في المضمون فقد جاء البرنامج (تسويقياً) في المقام الاول، وهو ماخصم منه الكثير، بينما تعالت اصوات عديدة تطالب المخرج سعيد حامد بالالتفات الى العمل في مجالات الدراما السودانية واخراج اعمال سودانية ننافس بها في الخارج بدلاً من التركيز على (الارباح) فقط..وعموماً حقق البرنامج الاهداف (الربحية) التى جاء من اجلها، لكنه لم يحقق الاهداف الاخرى وفي مقدمتها المشاهدة العالية، بالرغم من وجود الممثل البارع جمال حسن سعيد، والذى استطاع ان يضيف الكثير لذلك البرنامج بقدراته الكبيرة. ليالي تتقدم (السهرات): السهرة المشتركة التى جمعت مابين قناة النيل الازرق ومنظمة شباب البلد وصالة سبارك سيتي، تقدمت كل السهرات المعروضة على القنوات الفضائية الاخرى، حيث ظلت تتابع بإهتمام من قبل المشاهدين على شاشة التلفاز، أو عبر البث المباشر من داخل الصالة، بالرغم من الملاحظات العديدة عليها، وفي مقدمتها (تكرار المذيعين) الذى مارسته قناة النيل الازرق، بجانب ضعف اداء عدد من فناني منظمة شباب البلد، مما حتم اللجوء إلى (محترفين) في الليالي الاخيرة. قراءة أخيرة: وضح من خلال المتابعة المستمرة لبرامج القنوات الفضائية خلال شهر رمضان، غياب التفكير المبكر في الإعداد للكثير من البرامج، ومحاولات الحاقها بسباق المشاهدة بالرغم من (التشوهات) التى تعتريها، وهو ماخصم كثيراً من بعض القنوات، كما غابت الافكار الجديدة عن معظم تلك القنوات، ودورانها في قوالب معينة، ربما خوفاً من التجديد في موسم رمضان، مع غياب كامل للرؤى الاخراجية الجديدة في طيات تلك البرامج، مما ساهم في إضعاف عدد من البرامج المشاهدة والتى لن تحملها قواها الابداعية لخوض الماراثون في الاعوام القادمة.