الخريف موسم للخير الوفير لانه يوفر مورد طبيعى للرى الطبيعى الا انه حينما تذداد معدلات سقوطه تتجمع مياهه وتشكل سيولا مندفعة تهدد المسكن والحيوان والبشر كما ترتفع مناسيب النيل مما يعنى فيضان قادم لامحالة واخيرا من بعض مخاطره تحرك الاهوية العنيفة التى تقتلع الاحياء الشجرية والبشرية والسكنية الخفيفة والاعمدة (بروش وقش) شهدت ولاية الخرطوم وسائر ولايات السودان فى هذا الموسم الخريفى الى زيادة معدلات الامطار التى تراوحت مابين (60-110)ملم و الى ارتفاع مناسيب النيل التى تراجعت اليوم الى 16,88والتى كادت ان تصل معدل عام 1988م كما اوشك الفيضان ان يتحرك ويهدد قاطنى الضفاف على النيلين الازرق والابيض مما شكل خطرا على المواطنين . اوضح البشير القمر ابوكساوى معتمد جبل اولياء فى حديثه لبرنامج (مؤتمر اذاعى) الذى بثته اذاعة ام درمان اليوم ان محليات كررى وجبل اولياء وشرق النيل وبعض المناطق هى التى تأثرت بالسيول والامطار محددا محلية جبل اولياءالتى تاثرت فى اليوم الثانى من العيد بالامطار والسيول من الجهة الشرقية ذلك لان كل الحدود الغربية لهذه المحلية تقع على النيل مضيفا ان الجهود الرسمية والشعبية جنبت المحلية الكثير من الكوارث وبالرغم من انه تم تجهيز الجسر حول النيل منذ ابريل الماضى الا ان الخسائر نالت المبانى غير المخططة والمشيدة على مجارى السيول. لقد اجتهدت ولاية الخرطوم فى تجسير النيل منذ ابريل الماضى لتفادى الاخطار كعادتها سنويا وقامت باستخدام الطلمبات الكبيرة والمتوسطة لشطف وسحب المياه من داخل الاحياء السكنية ونفذت قبل العيد حملة كبرى لنظافة الولاية من الاوساخ ومحاربة اكياس البلاستيك ولم تكن لوحدها بل شاركت وساهمت الاسر عبر قطاعات الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدنى فى عمليات التجسير والنظافة ودرء اثار السيول والامطار بالسواعد والخيم والطعام. يلاحظ ان السكن فى مجارى السيل ليس خطر فقط على قاطنى ولاية الخرطوم وحدها ولكها ثقافة عامة للمواطنين فى كل انحاء السودان لان الرغبة فى الاستثمار فى الارض ايا كانت اصبحت سمة تجارة وكسب عيش للكثير من المواطنين ولتفادى مثل هذه الاخطار المحتملة منع البناء فى المواقع المرتفعة ومتابعة مستمرة لتنفيذ المنع. يلاحظ ان هناك قصور لازال فى عمل المصارف الوسيطة والكبيرة (الصرف السطحى) وبالرغم من ان تكلفة اربعةكيلوات من هذه المصارف تبلغ الستة مليارات الا نها ضرورة استراتيجية لمنع وتلافى تكرار القصور المستمر والسنوى لاثار الخريف . يلاحظ تواصل عمل الغرف الطارئة والزيارات الميدانية لمهندسى ومعتمدى ولاية الخرطوم لتخفيف ودرء الاثار قدر المستطاع الا انه ينبغى فعل مخطط استراتيجى مهما كانت تكلفته يتمثل فى مصارف خراصانية وانبوبية دائمة . كما أن هناك حملة رش فى كل الولاية وتجفيف المياه فى بعض الميادين باستخدام 300 طلمبة وتطهير المصارف وتجهيز 100 عربة لرش الولاية الا ان الذباب كثر جدا جراء البرك الكبيرة التى توالد فيها نسبة لبطء الشطف وسحب وتجفيف هذه البرك.