تعرضت ولاية الخرطوم في الاعوام السابقة لخسائر فادحة جراء السيول والامطار- ربما لضعف الاعداد لمجابهة اخطارها.. او كما يقول البعض لجهل الجهات المختصة بخارطة المصارف لمدينة الخرطوم خاصة بعد تعرضها للتلف ولكسر جراء سيول وأمطار 1988م- وتحديداً العام الماضي تكبدت مناطق شرق النيل على وجه الخصوص خسائر كبيرة في الممتلكات والتي بلغت نسبتها من «75 الى 80%» وخريف هذا العام على الابواب وقفت «الرأي العام» على استعداد الولاية لاستقباله ودرء كوارثه- بجانب معرفة تنبؤات الارصاد الجوي لخريف هذا العام. ? الترتيبات الادارية في الاعوام الماضية اجتاحت السيول والفيضانات مناطق عديدة في ولاية الخرطوم خلفت كوارث بيئية وخسائر مادية بالرغم من تحوطات الغرفة المركزية لدرء الفيضانات ومياه الامطار- ويبدو ان الغرفة المركزية في هذا العام عملت على التأهب مبكراً قبل حدوث أية مفاجآت كما الاعوام السابقة ووضعت كافة الخطط والترتيبات وعالجت كل السلبيات التي صاحبت الاعوام الماضية.. ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول استعدادات الغرفة التقينا بالمهندس عماد الدين فضل المرجي مدير عام وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم الذي تحدث ل «الرأي العام» قائلاً: الحمد لله نحن الآن نعمل على اكمال ترتيبات كافة خطط الغرفة ومعرفة النواقص- وفي عملنا نسمى هذه الفترة الترتيبات الادارية التي تعني معرفة الاماكن الاكثر تعرضاً لمخاطر الفيضانات وحصر الآليات المطلوبة والمسائل الفنية الاخرى- وهذه كما قلت الترتيبات الني نعدها من شهر «4» الى شهر «7» ومن شهر «7» الى شهر «10» نقوم باضافة عناصر الى الغرفة المركزية ونسميها «الفترة التنفيذية» وهي المتابعة والتنبؤات ولدينا الآن مديرون للغرف الفرعية في كل محليات ولاية الخرطوم. ? كيف يتم تمويل الغرفة المركزية؟ - طبعاً هذه الغرفة تكونت منذ سنوات ولها ميزانية في وزارة التخطيط العمراني تسمى «ميزانية الطوارئ» الفصل الرابع. ? حماية المدن منطقة شرق النيل من المناطق التي حاق بها كم وافر من الدمار بسبب الفيضانات في الماضي- التقينا بالمهندس «المعز عبد الحليم احمد» مدير فرع وزارة التخطيط العمراني بشرق النيل الذي تحدث عن الاستعدادات والسلبيات التي صاحبت استعدادات العام الماضي- وفرضية عدم تكرار ما حدث في العام الماضي قائلاً: «لم يكن هناك قصور في العام الماضي انما تم تنفيذ كافة خطط الحماية وفوق ما خطط لها الا ان السيول فاجأتنا بصورة لم تكن في الحسبان مما خلف خسائر فادحة- اما في هذا العام لقد اكملنا كافة الاستعدادات لمجابهة كل الاحتمالات بعد الاتفاق مع شركة مقتدرة في حماية المدن من مخاطر السيول وسنقوم بالمتابعة اللصيقة ولا خوف باذن الله في هذا العام بعد زيادة كفاءة المصارف وزيادة عدد العبارات. ? المدينة العائمة مدينة الخرطوم في الخريف تتحول الى مدينة عائمة في مستنقع- روائح نتنة- خضروات وفواكه يحيط بها الذباب من كل جانب- قاذورات وملوثات بيئية- مهددات بيئية- اي كأنك لست في عاصمة دولة مثل السودان المهندس احمد الحاج الشيخ مدير فرع وزارة التخطيط منطقة الخرطوم تحدث عن امكانية تفادي مثل هذه الاخطار ومدى مساهمة المواطن لخلق مدينة قذرة- وكيفية معالجتها قائلاً: اكبر اشكالية في تقديري تواجه مدينة الخرطوم في الخريف هي القاء المواطنين مخلفاتهم سواء كانت مخلفات مطبخ او اي شئ اخر في مجرى المصارف والذي يؤدي الى انسدادها وبالتالي عدم تصريف مياه الامطار- ومن هنا اقول للمواطنين اذا اردتم نظافة مدينتكم وخلوها من الامراض عليكم عدم القاء مخلفاتكم في مجاري المصارف- وفي بعض المناطق يلجأ السكان بتوصيل «السايفونات» مع المصارف وهذا خطأ لانه يسبب ضغطاً عليها ويؤدي الى تفجرها ومع مرور الزمن تتآكل وثانياً بعض الموطنين في مناطق يأخذون «التراب» من الجسور الترابية مما يؤدي الى تدفق المياه الى داخل الاحياء المحمية بهذه الجسور- كما ان معظم المناطق في مدينة الخرطوم مسطحة مما يجعل مياه الامطار ساكنة لا تتحرك الى اي اتجاه ولذا لجأنا الى تقنية حديثة وهي الآبار- وهي ليست مثل اي بئر حيث قطرها من «20-30» سنتمتر وهي وحدة متكاملة وتتكون من «سبتك تانك» ومنهول للتصريف عبر البئر- وقد اثبتت جدواها بنسبة «100%» ونفذنا عدد «11» بئراً- ونعمل على تنفيذ «20» بئراً اخرى- وبدأنا في تقوية الجسور الواقعة على النيل. ومن الحسنات باننا بدأنا الترتيب للاستعداد في هذا مبكراً بخلاف الاعوام الفائتة. وتم تطهير المصرف في مركز الخرطوم- ثم تطهير مصبات المصارف التي تصب في النيل الازرق بنسبة «70%» في المصارف الرئيسية وخارج المركز تم تطهير «40%». منطقة بحري قطعت شوطاً كبيراً في مجابهة الخريف في هذا العام حسب إفادة المهندس «حسن عيسى» مدير فرع التخطيط العمراني في بحري الذي تحدث قائلاً: الحمد لله قطعنا نحو «50%» من جملة العمل المنوط بنا في تطهير وإنشاء مصارف في مناطق الخيران التي تأتي منها السيول في المنطقة الشرقية. وفي هذا العام استخدمنا نظاماً حديثاً وهو الآبار المصممة بطريقة «السايفونات» والآن لدينا «7» آبار نعمل على انجازها. ? امطار ليلية وفيما يلي التنبؤات بكمية الامطار لهذا العام تحدث الدكتور عبد الله خيار مدير البحوث بهيئة الارصاد الجوية بان هذا العام سيشهد امطاراً غزيرة وسيولاً وموسم الخريف العام 1999م الذي احدث دمارا في مدينة دنقلا واضاف بأن التوقعات تشير الى ان الامطار في هذا العام ستهطل في معظم الفترات ليلاً، مشيراً بأن حركة السحب والأمطار تسير من الجنوب الى الشمال والاسبوع القادم سيشهد امطاراً خفيفة ودعا الى الاستعانة بما تم احتواء السيول به في العام 1999م. وطالب عدد من مديري فروع الوزارة في ولاية الخرطوم بدعم الدفاع المدني واسناده وتوفير كافة المعينات له إذ أن دول العالم تعمل على مجابهة الكوارث بالدفاع المدني. ويذكر ان الدفاع المدني رفع تقاريره الى وزارة التخطيط العمراني وينتظر التمويل للشروع في العمل حيث انه الآن على أهبة الاستعداد بمنطقة جبل اولياء ففي عدة مناطق يواجه السكان خطر الإجتياح بالفيضان اذا استمرت السلطات تتجاهلهم حيث يتعرض العديد من المنازل بمنطقة بالشقيلاب شمال الحسانية للغرق حيث أنها ارض منخفضة ورداً على سؤال «الرأي العام» حول قضية سكان تلك المناطق اجاب مدير فرع جبل اولياء قائلاً: بأنهم بالفعل معرضون للخطر. فيما اكد السكان بأن السلطات طلبت منهم المغادرة وتعويضهم في مدينة الفتح بامدرمان الا انهم رفضوا- ما هو مصير هؤلاء؟. فيما شهدت «الرأي العام» بعض المصارف في الكلاكلة غربي الطريق الرئيسي ممتلئة بالمياه هل هي مياه الامطار التي هطلت في شهر ابريل ام ماذا..؟.