عدت من رحلة العمل المرهقة في ذلك المساء ، أذكر أن آخر مادة تعاملت معها كانت عن ظاهرة الشائعات في الوطن العربي من البحر إلى البحر ، ما زلت أذكر ادق تفاصيل المادة ، وكيف أن الشائعة ، لا تنمو الا في المجتمعات التي تعيش على أعصابها ، وأن قنوات التواصل الإجتماعي تساهم في نشرها ، المهم في المنزل ومن قولة تيت هطلت على جوالي صواريخ أرض جو من أحبة وأصدقاء من داخل السودان وخارجة يسألون العبد لله عن الشائعة السخيفة التي ضربت أركان الأرض عن حادث مروري تعرض له الأحبة كمال ترباس وأبو عركي البخيت ، في تلك اللحظة الفارقة بين الحزن والهوجة فتحت النت ، وللأسف عاجلني الكثيرون في الفيسبوك عن الشائعة السخيفة ، وعندها فتح العبد لله الخط الساخن على أرقام كمال ترباس وأبو عركي البخيت ولكن ما جعلني أعيش على اعصابي أن الموبايلات كانت مغلقة حتى إشعار آخر ، جربت الأتصال بمنزل ترباس ولكن لا أحد يرد على الإتصال من الطرف الآخر ، وأخير فتحت الخط الساخن مع صديقنا عبد العظيم صالح مدير تحرير العروسة آخر لحظة ، وبهدوئه المعهود طمأنني حبيبنا عبد العظيم أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى شائعة ، على غرار الشائعات التي تمسك بتلابيب السودان بين الحين والآخر ، ورغم ذلك وعدني بتقصي الأمر ومهاتفتي بعد عشر دقائق ، ولأن الأتصالات كانت لا تتوقف عن جوالي الجربان ، وقبل أن يصلني الرد من عبد العظيم صالح إتصلت بحببنا ودينمو قناة النيل الأزرق الشفيع عبد العزيز والذي ضحك وأكد انه سمع ذات الشائعة السخفية و أكد أنها مجرد عيدية من الحاقدون تجاه عركي وترباس ، المهم بعد ذلك هاتفت الدكتورة عفاف الصادق حمد النيل في مقر إقامتها في صبيا جنوبي المملكة العربية السعودية فأكدت أن عركي معتكف في الحرم النبوي الشريف ، وأنه ترك جواله ولم يأخذه معه حتى لا يشغله عن أمور العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالي فحمدت الله ان الشائعة مجرد شيح في ريح ، وبعدها طبعا تلقيت تأكيدات حبيبنا عبد العظيم صالح أن ترباس في تلك اللحظة كان يشدو في حفل في الخرطوم . فسلامات ترباس وعركي وما تشوفوا شر إنشاء الله . المهم السؤال الذي يخرج من غرف القلب يتمثل في أن الشائعة في السودان أصبحت مثل شربة الموية فيكفي أن يمرر أحد الذين يشعرون بالملل أو من أصحاب النفوس الخبيثة معلومة سخيفة يلتقطها الناس ويزيدون عليها بعض التحابيش وخلال وقت قياسي تعم القرى والحضر ، للأسف ظاهرة الشائعات تكتم على أنفاس بلدان كثيرة في الوطن العربي ، وكثيرا ما سمعنا شائعات طالت الكثير من المشاهير أمثال عمرو دياب ، محمد عبده ، راشد الماجد ، وعادل أمام ، إنها ضريبة الشهرة ، ولكن للأسف أقول بكل صراحه وين ما شي في الكتاحة أن الشائعة بنت الذي والذين ستظل حاضرة في السودان ولن يتمكن أي مصلح إجتماعي أو نفساني من إستئصالها , زمن قاسي وزمن أغبر .