في دردشة خفيفة جلست آخر لحظة مع الفنان الكبير شرحبيل أحمد محمد سليمان الأنصاري، تناولت مسيرته في مجال الغناء والموسيقى والتلحين والتمثيل، الى جانب من رحلاته خارج البلاد، ما زال «عم تنقو» الشخصية الكاريكاتورية التي ابتكرها راسخة في أذهان الكثيرين من خلال مجلة الصبيان في الماضي فمعاً نطالع افاداته: حبي للغناء الشرقي جعلني أتغنى لكوكب الشرق أم كلثوم، وفيروز في فترة من الفترات، والآن أدندن لعبد الحليم حافظ جميل جمال- وعلى قدر الشوق- لأنه كان من جيلنا حتى القصص التي تدور في الأفلام اتخيل أن هذه الشخصية أنا.. هي تجربة أردت بها أن أعرف وأثري من خلالها الانتاج كما يقرأ الأديب لأدباء مختلفين ولشعراء آخرين. شخصية عم تنقو كوميدية، وكان لها أثر كبير في تربية النشء، وفلسفتها معالجة بعض أخطاء الأطفال والكبار، وهي وسيلة غير مباشرة للإرشاد، كانت موجودة أصلاً بمجلة الصبيان، قمت بتطويرها مستوحاة من حيوان الشمبانزي، وعملت بها حتى وصلت الى المرحلة المعروفة، وأتمنى أن انفذها مجدداً كما لدي شخصية «زين وزازا» وهي سلسلة من المغامرات أتمنى أن تجد مجلة أو جهة لطباعتها ونشرها. التكريم يعطي دفعة لكل المجالات كالتصوير والتشكيل والموسيقى، وهو علامة بأن الدولة تقدر الفنون وتحترمها، وحافز لإبراز الكثير، تكريمي جاء من قبل جهات عدة بتوصية من السيد رئيس الجمهورية، وهذا يدل على حبهم لي ولفني، كذلك عندما يكرم أحد الزملاء أفرح لتقييمه. الفن لديه ظروفه ووقته المناسب لتقديمه، كما للفنان أعذاره لذلك لست متكاسلاً في تقديم الجديد، لأن الانفتاح قلل من تسجيل الأعمال الحديثة بالإذاعات، لهذا يجد المستمع صعوبة في التعرف على ما هو حديث. أعتبر رياضياً شاملاً لادائي كل الألعاب ومتخصص بالألعاب الأرضية، وعضو بنادي الهلال للتربية البدنية، ومؤسس لنادي الموردة أنا وصديقي الأستاذ مهدي علي، وضابط تربية بدنية سابق بكلية الفنون الجميلة، بقرع الجرس كل صباح إيقاظاً للطلبة ليستعدوا لجولة حول الغابة ولعب الجمباز ثم الدراسة، حتى الآن أمارس السويدي والمشي بجولة مستديرة حول المنطقة السكنية عقب صلاة الصبح، بعدها اذهب الى العمل واحفاظ على ذلك باستمرار. زواجي كان في عام 1964 بمدينة أمبدة وآنذاك كانت الحنة ب«الرتاين» لانعدام الكهرباء، وتغنى حينها عدد من الفنانين من بينهم عثمان حسين- وابراهيم عوض- كما قمت بالغناء بنفسي، وكان لمدة ثلاثة أيام وهي قليلة نسبة لاستمرار بعض المناسبات لأكثر من أسبوع. كل بلاد الله جميلة لكني تفتحت بمدينة الأبيض ودرست بها رابعة كتاب، ثم انتقلت بعدها للخرطوم للدراسة في كلية الفنون الجميلة، لهذا يعاودني الحنين اليها، وغرب السودان عموماً، وحبي لأم درمان لنشأتي بها، ومدينة الجزيرة أبا لانتمائي للأنصار، وخارج السودان دولة جنوب السودان وجمهورية اثيوبيا، حيث المناخ الساحر الذي يصلح للرسم والفن عموماً، وإذا اتيحت لي الفرصة بتعلم لغة المنطقة لكنت استقريت بها، وانبهرت بمدينة «بلنهاين» الألمانية لجمالها وخضرتها ومنحدراتها ودولة يوغندا ذات المناخ الاستوائي الجميل . من أميز الحفلات التي لا تنسى كانت بالولايات المتحدةالأمريكية بجامعة «هاي وود» لصالح منظمة هوب سودان تجمع بها كل السودانيين الذين يقيمون حول واشنطن وأمريكان، وخواجات وحفل كان بمدينة ود مدني وبشارع المطار بالخرطوم. إضافة للغناء والرسم والعزف على العود، وآلة الطمبور، أحب التمثيل وسنحت لي فرصة لأداء مسرحية غنائية في عام 1984 باسم «نبتة حبيبتي» من تأليف هاشم صديق واخراج مكي سنادة بالمسرح القومي وقاعة الصداقة لفترة 15 يوماً، وشاركت بمهرجان المسرح العربي بالعراق، وكنت أتمنى إذا كان هناك المزيد لتشجيع المسرح الغنائي في السودان. أعشق مشاهدة القنوات الرياضية والمسلسلات الجميلة، والبرامج الثقافية عبر أثير الإذاعة واللقاءات الفنية، وبرنامج نادي الطمبور. أحب الوجبات التي أتناولها طبيخ الخضرة والبامية المفروكة، لكن بعد إضافة الكربونات بدلاً عن العطرون، غاب طعمها الجميل كما اختلف مذاق اللحم عن الماضي. من المواقف الطريفة والمحرجة، إني من عشاق السينما، فذهبت ليلة لمشاهدة أحد الأفلام واندمجت فيه وإذا بي أرى أحداً يرتدي مثل أعضاء فرقتي، فقلت بيني وبين نفسي هذا يلبس كأحد أعضائي لم أكترث وواصلت الاستمتاع، ونظرت في اتجاه آخر وجدت اثنين بنفس الهيئة، فإذا بهم يلقون القبض علي، وهم يرددون نسيت الحفلة، وتم أخذي دون استعداد وعندما دخلنا وجدنا العريس يشتعل غضباً لكن بعد زغاريد النساء انتهى الزعل في ثوانٍ وقمت بإحياء الأمسية.