مولانا الجليل.. سعد أحمد سعد لك التحايا وشوق لا يحد.. وأرجو أن تكون سعيداً.. موفور الصحة.. وكيف أنت يا رجل.. وفي الخاطر.. شريط بهي وأنيق.. يمر أمام ناظري وأنا استدعيه من الذاكرة التي يرقد فيها بكل تفاصيله.. وذلك عندما كنت معنا.. أو أنا الذي كنت معكم في صحيفة الحياة السياسية.. أتذكرك وأتذكر تلك الأيام الجميلة.. كلما «وقعت» عيوني على مقالاتك الراتبة في «الانتباهة» والآن هنا أتوقف فقد انتهت التحايا والسلام.. واجترار الذكريات والتذكارات القديمة ودعنا ندخل في الموضوع.. أيضاً قبل الدخول في «قاعة» الموضوع دعني استريح قليلاً في «الدهليز» لأقول لك كلمات لابد أن تقال ومقدمة لابد ولا مندوحة عنها.. وهي أني لا أكتب ل«مولاناتنا» من طرف.. ولا أظني في حاجة إلى «فتوى» من أي أحد كائن من كان.. لأن الرسول المعصوم.. صلوات الله وسلامه عليه قد «سهل» لنا الموضوع نحن أمة «محمد» بأن جعل أقلنا شأناً وأوضعنا منزلة ومكاناً يستفتي قلبه.. وبالمناسبة يا مولانا.. هذا «الدين» ساهل وماهل.. وهو قرآن عربي مبين.. جعله الله مفهوماً ومعلوماً للكافة.. ولكني أكتب لك «من دون» خلق الله كلهم من المشائخ والعلماء.. فقط لأني أعرفك تماماً.. وأعرف أيضاً أنك من «البروليتاريا» تتجول وتعيش وسطنا نحن الكادحين الفقراء المساكين وكم.. كم من مرات وأنا أشاهدك وأنت «تدافس» و «تكابس» معنا في المواصلات العامة.. من حافلات ودفارات.. وحتى «بصات الوالي» المترفة.. لهذا السبب فقط أكتب لك.. وإن كانت هناك أسباب أخرى تجعلني أثق بك «شديد» فقد قرأت هجومك الضاري على استحلال الحكومة «وإخوانك» في المجلس الوطني للقروض الربوية.. علمت عندها إنك لا تخشى في قول الحق لومة لائم.. والآن ندخل إلى قاعة الموضوع بل دعنا نقدم لك ورقة الامتحان.. آمل أن تجتازه إن لم يكن بتفوق وهذا ما نرجوه نأمل أن لا ترسب ويكفينا فقط حصولك على 50% فإلى الامتحان.. بالله عليك.. ونسألك بحق السماء.. وبحق من أرسل الرسول.. هل نحن نعيش في ظلال دولة مسلمة.. وهل صدقاً وحقاً أننا نعيش تحت أضواء وأنوار شرع الله المطهر.. وهل حقاً أن شريعة الله هي التي تحكمنا الآن؟؟ مولانا سعد.. هل تعلم أن مرتبات العاملين في نقل النفايات وهم فئة العمال والذين أعني بهم الذين يجمعون النفايات بأيديهم وتحميلها بالعربات من الشوارع والأزقة والساحات هي مئتا جنيه شهرياً.. وهل تعلم أن مرتبات الذين يتحصلون على رسوم النفايات من المواطنين «أولاد وبنات» هي أيضاً مئتا جنيه شهرياً.. وهم الذين يجوبون الطرقات وصولاً إلى المنازل.. على أقدامهم في موجات البرد القارس وتحت جحيم الصيف الحارق.. وتحت زخات المطر.. «تخيل هذه الصورة جيداً» لتقابلها صورة أخرى.. وهي مرتبات القائمين على أمر المسلمين.. وهم الذين يسوسون الناس ويجرون دولاب ودواليب الدولة.. وهي أن أقل مرتب من مرتباتهم لا يقل عن خمسة ملايين من الجنيهات شهرياً.. السؤال.. هل هذا يحدث في أي دولة تقسم بأنها إنما هي تحكم بشرع الله المطهر؟؟ وسؤال يتفرع من سؤالنا الأول أو السؤال المأساة.. بالله عليكم كيف يعيش مواطن أو مواطنة حتى إن لم يكن لديه أسرة.. أو أهل.. أو ولد.. بل حتى إذا كان «مقطوعاً» من شجرة كيف يعيش بمئتي جنيه في شهر طوله ثلاثون يوماً؟؟.. وكيف يكون الظلم إن لم يكن ذلك ظلماً.. بل كيف تكون السخرة إن لم تكن تلك هي عين السخرة وهل يجيز الاسلام السخرة؟ مع السلامة.. إلى بكرة