وقبل الدخول إلى قاعة الامتحانات.. نؤكد للأحبة الممتحنين.. إننا قد اخترناهم في عناية فائقة.. وكان شرطنا الوحيد للجلوس للامتحان.. هو إخاء إسلامي شاهق وصادق.. هو احتشاد الصدور صدقاً وحقاً.. قولاً وفعلاً.. بأنوار وأضواء.. وأحكام الإسلام الشاسعة.. هؤلاء الذين لا يريدون جزاءً ولا شكوراً إلا من الله القوي المتين.. هؤلاء.. الذين ينطقون صدقاً وحقاً.. لا لدنيا قد عملنا.. هؤلاء الذين تحكي أفعالهم وكلامهم.. وحياتهم وملابسهم ومساكنهم.. إنها إنما هي فعلاً لله وليس للسلطة ولا للجاه.. والآن إلى الامتحان.. أولاً.. زمن الامتحان أي قدر من الساعات بل الأيام يريد الممتحن.. ولكن شريطة.. أن تكون كتابة الإجابة هي عند ساعات السحر.. عندما يكون الكون كله في صدر الليل نائم.. وعندما يختلي الإنسان بربه.. عندما تكون النجوى.. وحيث تكون عين الله هي المراقبة.. وعندما يتذكر الممتحن.. أن هذه الحياة ما هي إلا لمحة.. عابرة.. ولحظة خاطفة.. وأن الموت أقرب لأي إنسان من حبل الوريد.. وإلى الامتحان.. السؤال الأول.. بربكم.. وأرجو أن يستوحي أي منكم رقابة ضميره.. والخالق قبل الإجابة.. هل الذي يجري في البلاد يمكن أن يجري في أي بقعة من بقاع الدنيا.. السؤال الثاني.. هل هذا الذي نعيش في ظلاله هو شرع الله المطهر.. السؤال الثالث.. هل هذا هو الإسلام الذي ظللتم تبشروننا به عبر سنوات وعقود.. السؤال الرابع.. هل دفعت- حقاً- الحركة الإسلامية بالقوي الأمين للمواقع التي ترعى أحوال وشؤون المسلمين.. السؤال الخامس.. نعرف تماماً شروط التوبة.. لا يكفي أبداً أن يتوب المرء دون يقلع عن الذنب.. وأن تكون التوبة نصوحة.. وأن يرد الظلم إذا كان في الإثم أو الذنب ظلم.. إذاً ما هي شروط الإقلاع أو إيقاف التمكين.. السؤال السادس.. اشرح في كلمات واضحة جلية ومبينة.. التمكين.. وكيف يكون في مثل حال بلادنا.. وهل الذي تم فيه يتناغم مع شرع الله.. أو يتعارض مع الشرع المطهر؟ السؤال السابع.. وهو أهم وأخطر سؤال في ورقة الامتحان.. وهو.. لقد تحصل بل أحرز الإسلاميون أكثر من خمسين دائرة في الجمعية التأسيسية وتربعوا على المركز الثالث بعد الأمة والاتحادي الديمقراطي مباشرة في الحقبة الديمقراطية.. السؤال.. إذا عادت الديمقراطية مرة أخرى.. تلك الرحيبة البديعة.. وإذا جاءت انتخابات ديمقراطية نزيهة ونظيفة شفافة مبرأة من كل زيف وتزييف.. ترى في رأيكم كم مقعداً سوف تنال الحركة الإسلامية في تلك الانتخابات..؟ السؤال الثامن.. هل أنتم راضون بهذا الذي تم وهل يتوافق مع ما كنتم به تحلمون؟ السؤال التاسع.. اختلفت طائفتان هنا في «فقه السترة» اكتب رأيك بصراحة شديدة.. السؤال العاشر.. في رأيك هل هناك ضرورات في السودان تبيح محظورات مثل قبول القروض الربوية.. انتهى الامتحان.. ترسل الإجابات مباشرة لي أنا هيئة امتحانات الحكومات والجماعات.. لأقوم بدوري لتسليمها إلى «الكنترول» في البناية الخضراء بشارع المطار «النادي الكاثوليكي» سابقاً.. لا يشترط كتابة اسمك على ورقة الإجابة.. يكفي كثيراً أن تزيح «ورقتك» هذه.. ورقة الإجابة تلالاً من الحزن وجبالاً من تأنيب الضمير.. وتهبك قدراً مقدراً من الراحة والسلام النفسي.. ولكم التوفيق والنجاح..