أمين محسن الفلاحي طالب ماجستير يمني بجامعة السودان تخصص موجات صوتية. جلست أنا على مقعدي في طائرة الخطوط اليمنية (الإيرباص) الخرطوم/ صنعاء وكان هو على يميني مباشرةً. الرجل يحمل صورة زاهية عن شعب السودان وجامعات السودان. بادرني هو يفتح عدد من الموضوعات حتى وصل إلى الحديث عن الحب المتبادل والاحترام الذي يكنه الشعبان كل للآخر مستشهداً بأبيات من قصيدة لأحد شعراء السودان يصف فيها صنعاء فكانت المفاجأة!!. استرسل أمين في الحديث عن القصيدة وصدق المشاعر التي نتجت عنها ووصف الشاعر بأنه (سوماني). أي سوداني - يماني وتعرض لبعض الصور التي وردت فيها وسألته أين وجدتها حتى حفظتها فقال: وجدتها في (CD) ثم تحدث عن طريقة الشاعر في إلقاء القصيدة وقال إنه فرغها وحفظها وشارك بها في أحد الاحتفالات اليمنية فقلت له: إن شاء الله حفظت لي حقي الأدبي؟! إندهش الرجل وحملق في وجهي كثيراً ومكنته «أنا» من ذلك وكان وكأنه يطابق بين الصورة التي رآها عبر ال(CD) وبين الأصل وهي مهمة عسيرة صعبت حتى على الكاتب الكبير الأستاذ/ مؤمن الغالي في يوم من الأيام!! ثم قال: هي لك أنت قلت له: هذه القصيدة فازت بالجائزة الأولى لأندية الخرطوم الثقافية وهذا مؤشر يوضح أن الأدب (السوماني) أدب من الرقي بمكان يجعل لجان التحكيم المتخصصة والمنتقاة من الجامعات السودانية وأهل الفن والابداع تمنحه هذه الدرجة العالية من التقييم. ثم حدثني عن الشيخ ميرغني محمد عثمان أرقاوي وعن علمه الغزير وفهمه الموسوعي لأهل اليمن واستيعابه للتيارات السياسية التي انقسمت حوله بين من يحبه ومن يحترمه وحدثني عن الدبلوماسي الشاعر الرَّاحل سيد أحمد الحردلو طيب الله ثراه وقال إنه لو يملك ان يقترح على البشير لقال له: عينوا الشيخ ميرغني سفيراً للسودان في اليمن. قلت له: سأرفع أنا مقترحك هذا للرئيس البشير. مقاطع من قصيدة صنعاء ولجدولٌ يجري بواد وسطها ينهالُ منحدراً بسحًٍّ منهمِرْ كجديلةِ الحسناء تلزم نحرها ماءٌ بدفع وارتضامٍ ينضفِرْ إن عازني أهلي الكرامُ وجدتهم في الأقربين مودة دون البشرْ الأسهلين معاشِراً بين الوري الكالئين نزيلهم من كلِّ ضُرْ المطلقين عنان أفراسِ القِرى الباسطين الراحَ في يُسْرٍ يَسُرْ نواصل