ü أمامي دعوة كريمة من الجالية اليمنية بالسودان لحضور طعام الإفطار الذي تقيمه على شرف تكريم سعادة الأخ د.صلاح علي أحمد العنسي سفير الجمهورية اليمنية بالخرطوم والذي «يستعد» للذهاب إلى صنعاء ولا أقول «مغادرة» الخرطوم، ومثل د. صلاح لا يغادر مقرن النيلين ولا تغادره. أمامي «ثلاثية الخرطوم» أحدث روائع العنسي الشعرية في الخرطوم وقامت بنشرها «آخر لحظة» في عدد الجمعة الماضي.. ü العلاقة بين اليمن والسودان أكبر من التمثيل الدبلوماسي العادي بين الدول - هي علاقة الأخاء والمحبة!! كنا من قبل نقول إن المرحوم سيد أحمد الحردلو و«السوماني» د. نزار غانم خير من يجسدا هذه «السومانية» في العشق السرمدي لكل ماهو يمني سوداني! وجاء صلاح من أقصى المدينة ويقول (انتو بتعرفوا شنو؟). العنسي يمسك طبل العز ويضربه في هجليج وتأتيه الزغرودة من «كرري» أحييك أيها «الحميري» المنبت!! ü عندما تجلس مع العنسي في مجالسه بالخرطوم تتذكر على الفور رُبى «ذمار» و«دوران عنس» وتلك «السلتة» التي تفور ولا تخور في ظهيرة صنعانية شتوية وفي نفس الوقت يذكرك بأحياء بحري القديمة و «عبقها»!! ü صلاح العنسي هو أعوام من الدبلوماسية الخصبة في الخرطوم وتواصل حقيقي وفتح كبير للعلاقات السودانية اليمنية شغل عدة وظائف واحدة «رسمية» وآخريات من «وجدانه».. عمل سفيراً ودبلوماسياً شعبياً ومؤرخاً وكاتباً و شاعراً و كاتباً صحفياً في عدة صحف سودانية من بينها هذه الصحيفة!! كان يتحرك في المجالس والمنتديات كأي زول!! في عزاء نقد وجدته في المقابر .. كان يعرف متى يعزي باسم اليمن!! وباسمه شخصياً فتش أولاً عن المكتب السياسي ورفاق الراحل ثم سأل بعد ذلك عن أفراد أسرته!! إنه الدبلوماسية في «أرقى» تمثيلها والإنسانية في «أجمل» صورها!! كان يطلع الناس عن أحوال الحردلو الصحية و عند رحيله كان أول المعزيين في الراحل الكبير. ينتقي كلماته ويكتب قصائده في الخرطوم وصنعاء بكل مداد المحبة والهيام!! وعندما يكتب المقالة فإنه يستدعي« روح المؤرخ» وأمانة الكاتب لا تجد في يده سوى القرطاس والقلم!! ü الخرطوم لا تودع العنسي ولكنها تستعد لاستقباله في صنعاء وأم المدائن.. فهو من بين تلك الروابي الشماء سيظل يتشظى من الحب إلى شطرين ولسان حاله بين «الأغصان الخضراء» ينشد... ونهر النيل.. يجري في دمي.. صنعاء قلبي وذكرى.. يا خرطوم دوماً في فمي.. أم در عشقي وبحري مهجتي.. سيان عندي في الهوى يمن وخرطوم مني.. وأنا إلى كلاهما انتمي!!