أخي هيثم أتسمح لي أن أكون لسان حالك لبضع دقائق أخاطب فيها شعب الهلال العظيم.. نيف وعشرة مليون عاشق كلهم يتبرجون في حُلة زاهية بلون الفيروز الشبيه بالتركواز القريب إلى الأزرق الأقرب إلى الخلود.. أتسمح لي أن أتقدم إلى كل الأهلة برجاء أن يغفروا لك ويغفروا لابن الهلال العقيد حسن محمد صالح مدير العلاقات العامة بالهلال؟ إذا أجبت سؤالي هذا فتأكد أنني لا أقول إلا ما أحسه أنه في داخلك أنت ولي شرف أن أوصله إلى شعب الهلال.. هو اعتذار لكل ما اكتنف أواخر أيامك في الهلال الذي جئته يافعاً طرياً وظللت به سنين زاهية هي كل عمرك وتاريخك ومجدك عرفت أن المجد قد يناله الأبطال من مجرد عمل صالح للناس.. كل الناس. ويا أسفي عليك إن حاولت أن تدلق قطرة قطران فوق وجه الهلال الصبوح جراء انفعالك والرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا في ساعة الغضب أن نجلس إذا كنا وقوفاً وأن نضجع إن كنا جلوساً فيذهب عنا الغضب.. ومن يُغضب الأهلة فقد خسر خسراناً كبيراً. أخي هيثم أدعوك إلى بضع كلمات أريدك أن تصغي إليها ثم من بعد ذلك سترى كم هو الهلال شيء فوق طاقة الوجدان وفوق طاقة الحب لأنه يسكن في عظامنا.. يا أخي هيثم أوصيك ألا تجعل غضبك يجرك جراً إلى وحل وحيل وينطبق عليك قول الشاعر الفارس المحيط بلغة القرآن الراحل الطيب السراج حين قال: إن الترقي إلى العلياء بلا ثمن مثل التدني من العلياء بالثمن، لا تجعل هذه الكلمات تنطبق عليك فأنت أفنيت شبابك في فراديس الهلال عطاءاً أقل ما فيه أنه كان يجلب السرور لملايين الأهلة فأرجوك من هذه الزاوية الوجدانية.. أخي هيثم إذا أنت فاعل إن طلبت منك اليوم أن تفعل كما فعل السياسي الشاهق ورجل الدولة العملاق السيد الصادق المهدي قبل أسبوع واحد من رحيل السياسي الوديع محمد إبراهيم نقد، حين زاره في منزله و«سلم عليه فوق رأسه» كانت صورة القرن الواحد والعشرين السودانية.. اتخجل من أن تُسلم فوق رأس اخيك العقيد حسن محمد صالح إثر ذلة حدثت منك لا نريد أن نزكي نيرانها نريد أن نطفيء ما يشوه وجه الهلال الزاهي.. أخي هيثم لا تجعل الاقتراب من التقاعد يصبح ممحاة لمجد صنعته في الهلال طيلة سنين عددا.. اسمع أخي هيثم لكلمات غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفيتي سابقاً الذي مكث وزيراً للخارجية لأكثر من 52 عاماً ويوم أحيل إلى التقاعد قال في خطبة توديعية: «يا أيها الرفاق إني أشعر بالحزن، لكن الشيخوخة شيء لا مفر منه» فكان غروميكو هنا نبيلاً جداً.. مثل ما قال أيضاً طاغور عام 1491 وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قال بكل الرضا والقناعة: «لقد تجاورنا طويلاً وأخذتُ فوق ما أعطيتُ والآن أطل الفجر ونفذ نور الصباح، إن صوتاً يدعوني وإني لمستعد للرحيل». لك أخي هيثم التحايا العاطرات متمنياً لك عمراً مديداً حافلاً بالصحة وتمام العافية لترى عن قرب كيف يتداول اللاعبون مجد الهلال جيلاً إثر جيل.. فهل أنت فاعل ما أرجوه منك؟ أن تعتذر بشجاعة الأبطال، إن فعلت ساحكي لك أقصوصة عن اللاعب الشاهق صديق منزول يرحمه الله، لتعرف كيف كان الهلال منذ أن بزغ كان بدر التمام ولن يغيب جلاله وضوءه وضياؤه أبداً.. لك كل المحبة والتحيات. عبد الرحمن جكسا لاعب الهلال السابق