ازدادت حدة التوتر داخل البيت الأزرق نظراً للصراعات الإدارية التي كانت تتقد تحت الرماد منذ الأيام الأولى لصعود مجلس الإدارة إلى سدة حكم النادي الكبير برئاسة السيد الأمين محمد أحمد البرير.. وتفجرت الأوضاع أمس الاثنين بصورة نهائية وواضحة للعيان على خلفية الاستقالات المفاجئة التي تقدم بها خمسة من أعضاء مجلس الإدارة من أصل تسعة وصلوا لكراسي الإدارة عبر مقاعد الجمعية العمومية، بالإضافة لعضوين اثنين تم تعيينهم بواسطة مفوض الهيئات الشبابية والرياضية بولاية الخرطوم.. وشملت الاستقالة السيد عبدالرحمن أبومرين، نائب الرئيس،الدكتور محمد أحمد الكاروري،الأمين العام، العميد عصام الدين محمد أحمد كرار،نائب الأمين العام،المهندس الطاهر يونس،عضو المجلس،رئيس قطاع الإستثمار،اللواء عبدالرحمن حطبة، مساعد الرئيس وهو المعين من قبل المفوض بجانب العميد حاتم أبو القاسم، وعليه يصبح المتبقي من المجلس خمسة أعضاء بالإضافة لواحد معين..وكان يونس قد حمل الاستقالات التي تحمل موقف وتوقيع كل شخص على حدة وسلّم نسخة منها إلى السيد محمد عبدالباقي، المدير التنفيذي لنادي الهلال، والمقدم شوقي، مدير مكتب المفوض.. وتلخص مضمونها في غياب المؤسسية داخل أروقة المجلس وانفراد البرير بالقرار دون الرجوع للمجلس في كافة القضايا الإدارية والمالية والفنية الخاصة بالنادي والاتجاه للاستعانة بعناصر خارج منظومة المجلس وتغييب كامل للأعضاء،فضلاً عن عدم عقد المجلس لاجتماعات بكامل هيئته منذ تنصيبه قبل عام ونصف، كما أنه أشاع روح التفرقة والصراعات في فريق كرة القدم وأجج الخلافات بين المدير الفني ودائرة الكرة وقائد الفريق وبعض اللاعبين وأغلق السيد الرئيس أبواب النادي في وجه الرواد وقام بتقسيم أحباء النادي إلى فصائل ومجموعات تتناحر فيما بينها .. بينما استعان ببعض الصحف للتغطية على أخطائه والتطبيل لقراراته الفردية والسخرية من أعضاء مجلسه وتحديهم والتقليل من أهمية تنحيهم عن العمل، مؤكدا على الدوام قدرته على المضي قدما بالنادي الكبير بالعدد القليل المناصر لسياساته من رجال مجلسه..! تأتي الخطوة على نحو مباغت ومفاجئ في الوقت الذي تقدم فيه فريق كرة القدم كثيرا نحو منصة التتويج بلقب دوري سوداني الممتاز واقترب من ضرب موعد مهم مع بطولة كأس الإتحاد الأفريقي على أعتاب الدور نصف النهائي، وتزامنت الاستقالات مع الأزمة المثير للجدل المتفجرة بين مجلس البرير وقائد الفريق هيثم مصطفى كرار، الذي رفض الانصياع لقرار المجلس ولجنة الوساطة للخضوع للتحقيق لمساءلته بشأن حقيقة الخلافات بينه والعقيد حسن محمد صالح، مدير العلاقات العامة بالنادي، زائدا الأصوات الجماهيرية المناوئة للمجلس والمطالبة برحيله مع المدير الفني السيد دييغو غارزيتو«إيطالي الأصل،فرنسي الجنسية» وأعضاء دائرة الكرة كابتن خالد بخيت وكابتن محمد عبدالقيوم أبوشامة والمدرب العام كابتن حمد كمال باعتبارهم إحدى أدوات البرير في حربه ضد البرنس..وتبدو الأمور صعبة ومعقدة بالدرجة التي ربما تهز عرش البيت الهلالي وتفتح أبواب التكهنات والتوقعات لما سيحدث من تغيير إثر الانقلاب الذي اضطلعت به مجموعة الخمسة الرافضة لسياسية لي الذراع والتغييب المفروضة لعام ونصف من مجموعة البرير..!...والكرة الآن في ملعب المفوضية ووزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم لاتخاذ القرار المناسب.. والأهلة في الانتظار على أحر من الجمر...!