ليس جديداً أن يكون هناك نقص في الكوادر الطبية في المناطق الطرفية أو في الولايات(فالسادة) أصحاب هذه المهنة (لا يحبون) (المجازفات) وممارسة مهنتهم الإنسانية في مناطق طرفية ونائبة.. أو في الولايات وفي ظنهم أن ممارسة هذه المهنة لن تأتي أوكلها الا في الخرطوم بل في وسط الخرطوم عدا ذلك فهم لا يذهبون ولا يشدون الرحال إليه.. وظني أن هذه أحدى الأسباب التي أدت للتفكير في أيلولة المستشفيات الاتحادية لولاية الخرطوم حيث قالوا إنها ستقطع الطريق أمام الرافضين للذهاب للولايات أو المناطق الطرفية.. ولكن ورغم أن هذه السياسة تم تنفيذها منذ عام تقريباً الا أن هذه المشكلة مازالت قائمة فقد كشفت الزيارة التي قامت بها الأستاذة مثابة حاج حسن عثمان رئيس لجنة خدمات الصحة والتعليم بالمجلس التشريعي، لمركز صحي محمد مضوي بمنطقة السمرة بالريف الجنوبي بأم درمان كما اعترفت وزارة الصحة على لسان د. صلاح عبد الرازق مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم بوجود نقص حاد في الكوادر الطبية بالمستشفيات والمراكز الصحية الطرفية.. وعزا ذلك لرفض الكوادر المؤهلة العمل في الأرياف والقرى متعللين ببعد المسافة وسوء الخدمات بتلك المناطق.. ولابد من طرح سؤال أعتقد أنه مهم ويقول هل هذا السبب منطقي ومقنع لوزارة الصحة حتى نعلنه على الملأ.. بل وبطمأنينة؟ والله حاجة غريبة.. أن تكون إدارة مهمة وعملها يجب أن يصل إلى جميع المواطنين تكون المسافة والبعد سبباً في عدم وصول الخدمات إليهم.. بينما المرضى يهاجرون من المناطق الطرفية إلى أوساط الخرطوم لتلقي العلاج فهل من السهل أن يذهب الموظف أو الممرض أو الفني أو الطبيب إلى تلك المناطق أم يأتي منها المريض ليتعرض إلى تدهور حالته.. في الطريق.. سادتي هذا كيل بمكيالين ومحاباة للأطباء والكوادر الطبية على حساب المرضى..