ارتفاع سعر الدولار حديث أصبح على كل لسان، وهاجساً يؤرق كل من يتعامل ويتاجر بالدولار، فلا تكاد تستخدم المواصلات أو ترتاد الأسواق إلا وتجد الدولار شماعة يعلق عليها كل ارتفاع للأسعار وقلة في السيولة.. وعلى الرغم من المحاولات التي تقوم بها الدولة لتحقيق سعر صرف مستقر، لم تجعل الدولار يتراجع إلى السعر المنشود، فقد مازال الدولار يتراوح ما بين 5 إلى 6 جنيهات في سقف محدود لم يتجاوز الارتفاع أكثر من 6 جنيهات، ولم ينزل عن ال 5 جنيهات، وهذا ما أكده معظم التجار الذين التقتهم آخر لحظة، مشيرين إلى استقرار سعر الدولار للشراء عند 5.95 والبيع عند ال 5.80 وقال أحد التجار إن السعر مستقر بالنسبة للبيع والشراء، وإذا كان هناك من يبيع الدولار ب 6 جنيهات فهو لا يخرج عن كونه حرامي، لأن 5.95 هو سعر السوق الرسمي للموازي، وذهب التاجر إلى أن الإقبال على الدولار كبير وخاصة للذين يريدون السفر، وأكد أن الهجرة إلى ليبيا وبعض الدول جعلت الطلب على الدولار في تزايد، مما ساهم في ازدياد نشاط السوق الموازي وكثرة المروجين لتجارة العملة، وبخاصة وسط السوق العربي، وتوقع التاجر إمكانية استقرار السعر في الوقت الحالي نسبة لدخول كميات كبيرة من الدولارات من المغتربين إبان فترة عيد الفطر، إضافة إلى اقتراب عيد الأضحى، حيث تكثر فيه التحويلات المالية من الخارج وفي المقابل يوجد سوق لشراء العملة بالنسبة للذين يريدون السفر إلى الخارج، بمعنى توفر العرض والطلب للسلعة، وفي المقابل شهد السوق الرسمي للصرافات استقراراً في الأسعار.. حيث بلغ سعر شراء الدولار 50795 والبيع 50774 فيما يرى الخبير الاقتصادي د. حمد الجاك أن استقرار سعر الصرف إو ارتفاعه أو انخفاضه يتوقف على حجم العرض والطلب، وذهب د. الجاك إلى أن الحديث حول استقرار الدولار عند هذا الحد- كما يرى التجار- إلى أن الدولار شيء واقع لا يعكس، وهي مجرد أشياء تحدث بصورة استثنائية لا تستمر طويلاً، وأعتقد أن العوامل المؤثرة على الطلب أقوى وهي التي تدفع بالطلب وهي التي تسود في الوقت الحالي، وتتوقف على حجم التبادل، والتي تشعبت نتيجة لسياسات الدولة على الأوراق المالية، بجانب زيادة الطلب التحوطي، وهناك ظروف عدم الاستقرار للبلاد التي تجعله يفكر في أن يحتفظ بجزء من ثروته في شكل دولار وتوقعه للمرضى، إضافة لكثرة المضاربات.. وأشار الجاك إلى أن زيادة الطلب على الدولار وتوفره ساهمت فيه بشكل كبير سياسات الدولة في السابق التي فرضت قيوداً على الصرافات جعلت تحد من التدفق للدولار على الصرافات، مما جاء بأثر سالب على زيادة العرض على الدولار، وأكد الجاك استمرارية الارتفاع حتى وإن كان بمعدلات أقل مما كان في الماضي، ولا يوجد أي اتجاه لانخفاض الدولار في الوقت الحالي، وحتى سياسات الدولة لم تأتِ في حيز التنفيذ ومعظمها معتمدة على توقعات ضخ بترول الجنوب.