يعتبر الدولار واحداً من الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في الأزمة الاقتصادية، وذلك من خلال ارتفاع سعره مقابل الجنيه السوداني واستيراد السلع من الخارج، لأن السودان أصبح في الآونة الأخيرة دولة مستوردة أكثر من كونها منتجة، ولذا فإن الدولار أصبح كسلعة تباع وتشترى في السوق الأسود وأصبح واحداً من المبررات والمسببات للأزمة الاقتصادية، حيث قال عدد من تجار العملة إن ارتفاع قيمة الدولار هي أحد الأسباب التي دفعت الناس للخروج للتظاهر، وعزا ذلك لتأثير الدولار على الحياة العامة للوضع الاقتصادي، لأن كل الموجود أو أغلبه يتم التعامل فيه بالدولار، كما أن جميع أصحاب المتاجر يبررون الارتفاع للدولار، ولذلك نحن نرى أن ارتفاع الدولار وزيادة المحروقات هما الأكثر مساهمة في الوضع الحالي، وقال التاجر كمال إن أسعار الدولار شهدت زيادة مقارنة بالأيام الماضية ولكن مقارنة مع الأحداث فإن الزيادات بسيطة، وأشار إلى أن أسعار الشراء بلغت 5.60 جنيه، والبيع 5.50 للسوق الأسود، وقال إن الدولار شبه معدوم في السوق وحركة البيع والشراء ضعيفة، إضافة إلى تكثيف الأمن الاقتصادي للحملات مما قلص نشاط السوق، وتوقع التاجر إمكانية انخفاض الدولار وخاصة بعد قرار البنك بوقف الضخ للنقد الأجنبي، فيما شهدت الأسواق الرسمية استقراراً في الأسعار من بنوك وصرافات، حيث بلغ سعر التداول للدولار في الصرافات 5.422 جنيهاً، وذلك بفارق أقل من الموازي الذي سجل 5.60 للدولار، واليورو في الصرافات 6.450 جنيهاً والموازي 6.650 جنيهاً، وقال عبدالمنعم نور الدين المصرفي السابق إن إيقاف الضخ يعني عودة الصرافات إلى وضعها الطبيعي الذي من أجله أنشئت وما أنشئت إلا لاستقطاب أموال السودانيين بالخارج، والعمل في بيع وشراء النقد بالداخل في السودان من الذين يتقاضون مرتبات بالعملة الأجنبية من المنظمات، فالأصل في الصرافات أن لا تكون في مصارف الموزع للأموال التي تأتي من بنك السودان وإنما تعمل في هذا المجال بيعاً وشراءً من مواردها، وأشار إلى أن عدم وجود مرونة في السعر في القرارات الماضية جعل الصرافات تعتمد اعتماداً أساسياً على المركزي إنابة عن توزيع الأموال للمواطنين للسفر والعلاج وتحويلات الأجانب . لافتاً إلى أن هذه المهام في الأصل هي مهام البنوك التجارية، والعمل في هذا المجال يعد خصماً على الموارد الذاتية للصرافات. ويرى عبدالمنعم نورالدين أن إيقاف الضخ عن الصرافات يضعها في مسارها الصحيح، ولذلك يستطيع أن ينافس من له قدرة في السوق ويكون موجوداً، وما دون ذلك سيخرج، وأكد نور الدين على أن أي بوادر أزمة أو مشكلة في أي بلد تجعل المواطن تلقائياً يلجأ للملاذ الآمن، والنقد الأجنبي يعتبر الأكثر حظاً، ولذلك تلقائياً يكون الطلب كبيراً جداً على الدولار في الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ولذلك أتوقع حدوث إقبال كبير من المواطنين على سوق الدولار.