على خلفية ما طرحه بعض المختصين في مجال التعامل مع الأدوية، بإمكانية الاستفادة من الدواء الفائض عن حاجة بعض المرضى، إلى من هم في حاجة إليه قامت (آخر لحظة) باستطلاع واسع وسط المختصين لمعرفة مدى نجاح أو فشل هذه التجربة في السودان فخرجت بالإفادات التالية. يرى البروفيسور الحسن حسن الانصاري أستاذ الباطنية والصدر بجامعة النيلين أن الأدوية المستعملة تفقد صلاحيتها ومحتمل أن تكون سامة في بعض الحالات لظروف التخزين، أو بتغيرات الرطوبة والحرارة والضوء مما يفقدها خواصها الدوائية، وينطبق هذا على بعض الأدوية وهناك كثير من الأدوية تحتفظ بصلاحيتها إذا توفرت لها شروط التخزين المناسبة.. ويمكن الإستفادة منها إذ تحصل عليها لمريض بواسطة جهة لديها المعلومة الفنية التي تتعامل مع مثل هذه الأدوية، وكثير من دول العالم توجد بها مجموعات بأسماء مختلفة في شكل منظمات طوعية بدأت تستقطب الهيئات والأفراد والشركات للتبرع بالأدوية سوى كانت مستعملة وغير مستعملة، بعد أن تقوم بفرزها وتصنيفها والتأكد من صلاحيتها وتصنيفها وتسميتها وكتابة الارشادات الخاصة باستعمالها بطريقة واضحة، وإرسالها للجهات للاستفادة منها كالمراكز الصحية والمستشفيات والجمعيات الطوعية العاملة في مجال الصحة، وذلك باشراف أطباء وفنيين. ونجد القوانين قد ساعدت على عمل هذه الجهات في الدول الأوربية والعربية كالسعودية ومصر والمغرب في جمع مثل هذه الأدوية، وقال إن منظمة الصحة العالمية شجعت العمل، وحددت له ضوابط وقوانين وأسس بوضعها قوائم للأدوية المحظورة التعامل معها وحددت فترة صلاحية لهذا الدواء. ويحدثنا الفاتح عطا من أحد شركات الدواء بأن العمل التكافلي لا يرفضه المجتمع وهذه فكرة طيبة تخدم الكثيرين، ولكن تنفيذها يجب أن يتم فيه مراعاة الأشياء العلمية والصحية إذا توفرت ظروف التخزين، وكان الدواء فائض فعلاً عن حاجة المريض، وذكر أن وجود هذه الأدوية في الصيدليات يمثل إشكالاً فلابد من التعامل معه من خلال المراكز الصحية، والمنظمات الطوعية الخيرية بعد الاتفاق على الرقابة الصيدلانية بتوفيره في صيدليات معينة بطريقة خاصة. والشركات يجب أن تساهم بتوفير الأدوية وتقوم بقيادة المبادرة لانجاحها لحاجة المجتمع لها، كذلك الأطباء والأسر بالتبرع بالدواء الذي صرف عن طريق الخطأ، أو تم شراؤه لمريض ولم يعد في حاجة إليه. ويحدثنا الصيدلاني حسام طارق أن هذه التجربة من الصعب تطبيقها في السودان لأن ظروف تجربته في المنازل غير معروفة، خاصةً الأدوية المحلولة، وهناك دواء يحدث له تلوث، وإذا كان هنالك مقترح يجب أن يكون بوضع صندوق تكافلي في الصيدليات، وأن يحدد الطبيب جرعات العلاج حسب حاجة المريض بحيث لا يكون هناك فائض. وامكانيات الدول الأوربية وظروفها في تخزين الدواء وتعامل المواطن مع الروشتة والدواء تختلف عند السودانيين واتفق عدد من الصيادلة أن الإمكانيات غير متاحة نسبة لضعف الوعي الصحي بالدواء للمواطنين واقترحوا على الشركات بمنح الأدوية التي تعطي الأطباء عينات أن تكون في الصيدليات لإعطائها للمحتاج لأن الصيدلي هو الذي يتعامل مع المريض في تناول الدواء ويرى آخرون بأن التجربة ستكلل بنجاح إذا توفرت الرقابة الصحية على الدواء وتم إبعاده عن الصيدليات.