٭ الآن دخل لاعب جديد في مباريات دوري التفاوض العالمي بين دولتي السودان وجنوبه!! اللاعب الذي يدخل المباراة بعد مضي زمن يسبق عملية الدخول بإحماء حول خط الملعب الخارجي «ويهرول» بين كنبة الاحتياطي وراية الكورنر، يجري و«ينطط» بحماس ثم يدخل بطريقة إكروباتية من منتصف الملعب بعد أن يقوم الحكم الرابع بإجراءته ويرفع رقمه عالياً إيذاناً له بالدخول!! الآن دخل لاعبون جدد في الزمن بدل الضائع اسمهم «أصحاب المصلحة».. سألت عن صاحب هذا المصطلح السياسي العجيب!! سألت الأخ المحرر العام عثمان حامد ضحك وقال لي: بالمناسبة أين ذاك العميد حسن حمدين وأين نظامه السياسي الذي كان يبشر به؟! ٭ أصحاب المصلحة «حجر مسموم» ألقته الحركة الشعبية في بحيرة السياسة السودانية.. عندما قالت في مؤتمر شقدوم في أبريل 4991 إنها تلتزم بالنضال لتحقيق حق المصير في السودان الجديد للشعوب المضطهدة!! لقد انطلت هذه الحيلة على الشماليين داخل الحركة ولم يفهموا أن الحركة تخطط للانفصال بدليل حديثها عن حق تقرير المصير!! ٭ الوضع الطبيعي بعد ميلاد دولة الجنوب أن تذهب فقرة «شقدوم» «لأضابير» التاريخ وأن تتم مناقشة قضايا تلك المناطق داخل إطار السودان دون تدخل من دولة أجنبية!! ولكن واقع الحال يقول ذلك والمجتمع الدولي بضغوطه الرهيبة يجعل الحكومة تستجيب بذات الطريقة لخط «شقدوم» القديم وهذا ما نراه الآن من مآلات!! السؤال الذي يطرح نفسه هل فطنت الحكومة لخطأ نيفاشا الذي جعل الحركة تتحدث باسم أصحاب المصلحة وتقحم البروتوكولات «إياها» كحصان طروادة في جسم اتفاقية السلام..؟ لقد ذهبت وفود باسم أصحاب المصلحة لتمثيل مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة في مقابل الطرف الآخر. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هؤلاء هم أصحاب المصلحة الحقيقيون وهل يمثلون تلك المناطق بطريقة عادلة.. وحتى إذا حدث ذلك فما هو موقعهم من «الإعراب» داخل الوفود المسافرة؟ الإجابة ليست صعبة استناداً على التجارب السابقة.. والتجارب السابقة تقول إن وفود المفاوضات التي تذهب لكل الجهات الأربعة وهي تحمل ملفات الجنوب ودارفور لا تستصحب دائماً أصحاب المصلحة الحقيقيين.. دائماً اللعب بفريق واحد لا يتغير وبنفس وإيقاع واحد.. هناك إقصاء لكل مكونات الشعب السوداني من الكيانات السياسية الأخرى. «أصحاب المصلحة » سلوك سياسي يكرس لمفاهيم المناطقية والعشائرية والقبلية . وطريق محفوف بالاشواك والمخاطر . ونتيجته واحدة .. المزيد من تقسيم السودان . ٭ آن الآوان لإشراك أصحاب المصلحة وأصحاب «الوجعة» الحقيقيين في ما تبقى من زمن المباراة الضائع فلعل وعسى أن تتغير النتيجة لصالح استقرار ووحدة السودان.