في عددها الصادر في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي نشرت «نيويورك تايمز» الأمريكية كلمة للمبعوث الأميركي الأسبق إلى السودان، آندرو ناتسيوس، قال فيها «إن المعارضة المسلحة والسلمية في السودان تجمع بين مكوناتها بغضاء للرئيس البشير وحزبه وليس لها رؤية مشتركة لمستقبل البلاد»، لكنه لم يجزم بقوتهم في تنفيذ أهدافهم.. وأضاف «ليس جلياً إن كان باستطاعة المتمردين اسقاط الحكومة لكن، إن تحقق لهم ذلك لربما هيأوا المسرح فقط لحرب أهلية جديدة).....إن الرأي الذي إنتهى إليه «ناتسيوس» قد توصل إليه أكثرية المبعوثين الأمريكيين الى السودان بعد أن تثبت لهم عدم جدية المعارضة في حل القضايا والخلافات فيما بينها... وأن معارضي الحكومة كلما أقتربوا من «نقطة إلتقاء» مع الحكومة «رفعوا سقف مطالبهم» وإتهموا الحكومة بعدم الجدية..... وقد تكرر سيناريو المعارضة أو التمرد في جميع طاولات التفاوض كان آخرها أمس الأول في أديس أبابا، حيث غادر وفد الحركة الشعبية «قطاع الشمال» مكان التفاوض الى واشنطون متهماً الحكومة بعدم الجدية وتسعى الحركة الى مفاوضات شاملة بين الحكومة والحركات المسلحة حول مشاكل البلاد المختلفة، ومستقبل الحكم في السودان..... خاصة بعد أن تأكد لها أن مفاوضاتها مع الحكومة بأديس أبابا ستفضي الى فك ارتباطها مع «دولة الجنوب»... وبالتالي تفقد فاعليتها .... لذا سينشط الوفد في واشنطون للإستفادة من أجواء الانتخابات، حيث يسعى كل حزب لتحقيق مكاسب ويسعى الوفد لتقديم «أنفسهم» بأنهم عين أمريكا في السودان ....غير أنهم سيصطدمون بموقف المبعوث الأمريكي ليمان روبنسون الرافض لفكرة المفاوضات الشاملة، وقد طالب من قبل قطاع الشمال بالتفاوض مع الحكومة في أديس ابابا، لقناعته أن أكثرية قيادات المعارضة لا تملك القواعد ويمثلون أنفسهم فقط.