أوضحت حكومة الولاية الشمالية أن اسباب تأجيل افتتاح الطريق البري «حلفا - قسطل» الرابط بين السودان ومصر، تعود إلى عدم اكتمال الإنشاءات في الجانب المصري، مؤكدةً في الوقت ذاته جاهزية الطريق من الجانب السوداني بكل مطلوباته، فيما نفت وزارة الخارجية أن تكون هناك أية أسباب سياسية أو دواعٍ أمنية وراء تأجيل الموعد حتى مطلع العام المقبل. وقال الأستاذ فتحي خليل محمد والي الشمالية، في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بوكالة السودان للأنباء، أن اتفاق اللجنة السودانية المصرية المشتركة للاسراع للحاق بموعد الافتتاح الذي كان مقرراً له 22 سبتمبر الحالي، تطلب أن تكون المباني الإدارية في المنافذ الحدودية علي الجانبين مؤقته، وهو ما قال ان حكومته قد التزمت به تماماً، إلا أن الجانب المصري- عبر اجتماع اللجنة الذي التئم بوادي حلفا قبل ثلاثة أيام- طالب بتأجيل موعد الافتتاح لحين الفراغ من اكمال الإنشاءات في الجانب المصري، والتي كانت الجهات المسؤولة قد شرعت في تشييدها كمبانٍ ثابتة، تهرباً من زيادة التكلفة المتمثلة في التشييد علي مرتين، كاشفاً أن موعداً سابقاً كان قد ضُرب في مايو الماضي تم تأجيله للظروف السياسية التي كانت تعيشها مصر. فيما نفي السَّفير عصام عوض متولي رئيس دائرة جمهورية مصر العربية بوزارة الخارجية، وجود أية دواعٍ أمنية أو دوافع سياسية وراء تأجيل الإفتتاح، مؤكداً على متانة العلاقة بين السودان ومصر، واصفاً إياها بالمتطورة والتي ستشهد قفزة نوعية كبري اعتباراً من مطلع أكتوبر المقبل، معيداً السبب في ذلك إلى نية القيادة في السودان ومصر إلى رفع العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى المكانة التي كان ينبغي لها أن تكون، والتي قال إن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية علي كرتي للقاهرة، قد دفع بها بشكلٍ قوي، جازماً بأن زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير المقرر لها الأحد المقبل، ستفتح المجال واسعاً للمزيد من التقارب، وتنشيط العلاقات علي كافة الصّعد. وأقر والي الشمالية بالنشاط الكبير للمهربين في ولايته، وقال إن أضعاف ما تخرج وتدخل البلاد من بضائع بالطرق الشرعية، يتم تهريبها عبر الحدود مع مصر، موضحاً أن افتتاح الطريق من شأنه أيضاً تسهيل عملية المراقبة وضبط التفلتات، مضيفاً أن افتتاح طريق «وادي حلفا- قسطل» كأول طريق بري بين السودان ومصر، والذي سيحقق أحلام وأشواق الشعبين ويضاعف من التبادل التجاري، من شأنه خلق التواصل المطلوب بين البلدين، فضلاً عن تخفيضه لكلفة نقل الطن من (1200) دولاراً امريكياً، الي فقط (200) دولاراً، بجانب اقتصار الوقت إلى (12) يوماً لوصول البضائع من أوروبا الي السودان، بدلاً عما كانت تستغرقه من مدة طويلة تتجاوز ال (34) يوماً. وأعلن خليل عن مشروعاتٍ جاهزة للإفتتاح في ولايته، طالب رئاسة الجمهورية بافتتاحها متزامنةً مع الطفرة التي ستشهدها العلاقة مع الجارة مصر، شملت المشروعات الزراعية لمستثمرين عرب ووطنيين، بجانب الدخول في مجال التعدين والتنقيب عن الذهب بصورة مقننة واسعة، قال إنها شملت كافة محليات الولاية السَّبع، مبشراً في الوقت ذاته بالشروع في انشاء مطار جديد علي بعد (10) كلم جنوبي وادي حلفا وقال إنه سيسهم في الصادر بشكل كبير. وكانت مباحثات مشتركة بين الجانبين استمرت ثلاثة أيام واختتمت بوادى حلفا قبل يومين، على أن تستأنف منتصف ديسمبر القادم بمنطقة «أبو سمبل» المصرية.