حزب الأمة مولع بالأزياء بصورة عجيبة.. المسألة ذات دلالة وعلاقة بتاريخ الأنصار الذي يرتكز عليه الحزب!! المهدية اشتهرت بزي خاص لجنودها.. عندما هدد القائد الإنجليزي في توشكي عبد الرحمن النجومي طالباً منه الانسحاب.. رد عليه بحزم: لن تجد عندنا من متاع الدنيا إلا جبة «متروزة» وحربة «مركوزة». الجبة الأنصارية لها ألوانها الخاصة وتحمل «جيبين» أحدهما في الأمام والثاني في الخلف.. تطورت على مر الأيام عندما اكتسبت صفة «المدنية» واحتفظت بجيوبها وتفصيلتها الخاصة.. وهي الجلابية التي عبرت عنتها النكتة المصرية المشهورة التي تقول إن مصرياً رأى سودانياً يرتدي «الأنصارية» فقال قولته المشهورة التي أضحت مثلاً (الأخ ده رايح ولا قاي). زعماء الحزب وأنصاره حافظوا على هذه الجلابية و«تفننوا» في «الألوان» و«التفصيلات» مثل ما يفعل الآن الإمام الصادق المهدي.. وكذلك المرحوم الدكتور عمر نور الدائم والذي كان يحتفظ طيلة حياته بتشكيلات رائعة وأنيقة من هذه الأنصارية. ومن الطرائف ما أذكره عندما كنت محرراً برلمانياً في الجمعية التأسيسية أيام الديمقراطية الثالثة (أعادها الله باليمن والخير والبركات).. تعليق المرحوم محمد إبراهيم نقد على إحدى مداخلات الدكتور عمر نور الدائم والذي اشتهر بردوده العنيفة والصارمة على خصومه داخل قبة البرلمان.. على غير العادة في تلك الجلسة تحدث د. عمر بصورة هادئة فعلق نقد قائلاً «الليلة أخونا عمر مزاجه رائق بسبب تغييره للجلابية الداكنة الألوان بجلابية بيضاء» فضجت القاعة بالضحك.. فيا لها من أيام ويا لها من ممارسة برلمانية لم يسمح لها ب«النمو والتبرعم». في أيام انشقاق مبارك الفاضل عن ابن عمه الصادق المهدي ومشاركته في الحكم مع الإنقاذ ولم يجد الصادق غير أن يصفه بجنرال في ملابس «درويش»!! أمس رفض حزب الأمة دعوة البشير للتفاكر حول إعداد الدستور وقال إن (ترزية المؤتمر الوطني) فصلوا دستوراً مسبقاً يتوافق مع الحزب الوطني.. التشبيه «مضحك» و«لطيف» ويتوافق مع الفرضية التي قلتها في بداية حديثي بولع حزب الأمة بالأزياء!! إذن ما هو الحل والأمة يرفض جلابية «الوطني».. والوطني جلابيتو «ضيقة» ومفصّلة على «مقاسو» ولا نعرف حتى اللحظة ما هو لونها؟.. وما هو نوع القماش.. وهل بها «عمود أم بدون عمود»؟.. مع ذلك لماذا يتسرع حزب الأمة ويعلن رفضه لجلابية «الوطني» وهو لم يرها أو يجربها؟.. فربما تعجبه جلابية هذه الجلابية خصوصاً وأن ترزية الوطني المعروف عنهم أنهم «شاطرين» و«مفتحين» ويعرفون تماماً كيف يفصلوا «الجلاليب» بجيوبها «الكثيرة» والماهلة!! أحسن ليكم يا ناس الأمة جربوا الجلابية «الوطنية» فربما تناسب مقاسكم!! وربما قال قائل الجلابية «أم جيوب» أخير من الجلابية جناح «ام جكو» وفي كل خير..! المهم «جربوا» وكان ما عجبتكم السوق «مليان» جلاليب بس أبعدوا لينا من الجلاليب المستوردة لأنها «ضيقة» وخياطتها «شينة».. ولا تناسب «الذوق السوداني».