٭ وجه الرئيس عمر البشير الدعوة الى عدد كبير من أبناء وقيادات ومفكرى الشعب السودانى الى اجتماع للتفاكر حول الدستور الدائم للسودان. ولبى الدعوة عدد كبير ربما فاق تصور الداعى نفسه. ولم يشذ غير شخصين: فاروق أبو عيسى والصادق المهدى. الأول خيراً فعل لأن حضوره لا يفيد فى هكذا «ملمة». والثانى ليته امتنع «وهو ساكت» أو أرسل شاكراً أو معتذراً، خاصة أن الرئيس قد قصد أن تكون الدعوة فى منزله، بما فى ذلك من رمزية اجتماعية كانت تستحق معاملة خاصة. وقال حزب الأمة ان «ترزية» المؤتمر الوطنى قد فصلوا دستوراً على مقاسهم. ومن المؤكد أن السيد الصادق هو صاحب «براءة الاختراع» لهذه النكتة التى لم يضحك لها أحد. وأيا كان مصدر العبارة فإن المرء ليأسف أن ينحدر الخطاب السياسى لحزب فى قامة حزب الأمة لهذا الدرك. والدعوة كانت للتفاكر حول الدستور. ولذلك لم يكن من اللائق التعامل معها على هذا النحو. ولكن الجانب الايجابى فى هذه العبارة أنها تتيح ل «ترزية» المؤتمر الوطنى أن يقوموا بالمهمة التى أوكلها لهم الصادق المهدى، وأن يكملوا عملية الخياطة ل «جلابية» الدستور وبالسرعة المطلوبة، خاصة أننا لسنا فى حاجة لحكى كثير حول هذا الأمر. ولنا سبع مسودات دستور عملت فى أوقات مختلفة طيلة الخمسين عاماً الماضية شاركت فيها كل أنماط الحكم التى مرت علينا. لذلك نحن لسنا فى حاجة الى لجنة قومية للدستور، بل اننا فى حاجة الى لجنة فنية تأخذ أحسن ما فى المحاولات السبع وتصيغها فى مسودة نهائية يتم تقديمها للاستفتاء الشعبى و«بركة الجات منك». ٭ ليس كثيراً أن يقوم رئيس وزراء لدولة ما بافتتاح بنك فى دولة أخرى. لكن ثورات الربيع العربى جعلت ذلك ممكناً. ورئيس الوزراء المعنى هو الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء مصر الثورة والدولة الأخرى هى السودان، والبنك هو البنك السودانى المصرى. وقد أكد رئيس مجلس الادارة الدكتور صابر محمد حسن أن هذا البنك سيكون «رأس الرمح» فى عملية تسريع التعاون الاقتصادى بين شطرى وادى النيل، وسيكون أكثر من ذلك: هو بإذن الله سيشكل «رأس جسر» لعملية تدفق التعاون الاقتصادى والاجتماعى بين البلدين ذهابا واياباً، وسيحل والى الأبد «عقدة» التوجس التى كانت تعيق سلاسة التواصل بين بلدين هما فى الأصل بلد واحد. ٭ ومن المؤكد أن الشيخ علي عثمان محمد طه ومنذ نعومة أظفاره ظل يحافظ على أداء صلاة الصبح فى المسجد. ولكن لم ترصده الكاميرا الا فى ذلك الفجر الذى أدى فيه صلاة الصبح فى مسجد السيدة سنهورى. ومن الواضح أن الذى جذب اهتمام المصور ليس الشيخ علي بل ضيفه الذى جلس بجانبه فى الصف الأول.. انه رئيس الوزراء المصرى ابان زيارته الأخيرة للسودان. والمسألة فى السودان عادية كما هو معروف، لكن الجديد هنا هو «العامل المصرى». وربنا يتقبل. ٭ لست أدرى من أين جاء مخططو الخريطة البرامجية لمحطاتنا التلفزيونية بفكرة أننا شعب يحب الغناء والطرب! وبدأت تترسخ فكرة أن برامج رمضان هى برامج للغناء. وتتنقل بين كل محطاتنا فلا تجد غير نفس الجماعة وهم يحملون آلاتهم الموسيقية بعضها على الأكتاف وبعضها فى الوسط ونوع آخر يستخدم الأشداق والكل يغنى، ابتداءً بتلفزيوننا القومى وانتهاءً بحسين خوجلى. ثم يأتي العيد فيتحفوننا بكمية ضخمة من الأغانى لدرجة أننى أعجب من أين يأتون بكل هذا الغناء. وبعد العيد ولمدة طويلة تتم اعادة كل ما سمعناه فى رمضان والعيد، وحينها يكون رمضان القادم على الأبواب، فيبدأ التحضير لبرامج رمضان.. ودقى يا مزيكة!! ٭ عندما يتحدث الترابى عن فشل المشروع الاسلامى السودانى فإن شهادته فى أحسن الأحوال تكون مجروحة وفى أسوأها «شهادة زور». لكنها فى الحالة الأخيرة تكون شهادة زور ضده بما يعنى أنه يشهد على نفسه بما يرمى به الآخرين. لو كان نقده موضوعياً لقاله وهو فى «عز سلطانه». وعقب إقصاء الترابى من مناصبه قصدته مجلة «المصور» المصرية وأجرت معه حواراً. وقال نفس الكلام عن الذين طردوه. وتبرع بمعلومة لم تجد غير السخرية من المجلة. قال لهم إن بعض مسؤولى النظام كانوا وراء محاولة اغتيال حسنى مبارك!! فقالوا له: نحن نعرف كل ما قلته لكن لماذا تقوله الآن! ونشروا هذه العبارة فى «مربع بارز» ضمن الحوار. ٭ حاشية: الجلابية الدستورية ينبغى أن تكون من نوع الجلابية السودانية ال «ستاندرد» المستعملة فى كل أقاليم السودان: جلابية من قماش أبيض، بأربعة جيوب وقيطان وزراير وأهم شيء «العمود»، ويجب ألا تكون «قصيرة» ولا بها «لياقة»، وليست جلابية «جناح أم جكو» حتى لا تعبر عن اتجاه سياسى معين.