تعتبر الجلابية الزي القومي الذي يتميز به الرجل السوداني داخل وخارج السودان، حيث ظهرت الجلابية منذ زمن بعيد وتتبعها الطاقية والعمة والمركوب، ونجد الشباب والصبيان وكذلك الأطفال يرتدونها بالطاقية، بينما الرجال كبار السن في الغالب يلحقونها بالعمة، وبجمالها وروعتها وأهميتها دخلت في الغناء، فمثلاً نجد الفنان الكبير محمد وردي تغنى لها قائلاً «أبو جلابية وتوب.. سروال ومركوب.. جبة وسديري».. الخ الأغنية، كما تغنت لها بعض الفنانات «الجلابية بيضاء مكوية حبيبي بسحروك ليا» ومؤخراً لم تعد الجلابية كالسابق، وأصبحت لا ترتدى إلاَّ في مناسبات الأفراح والأتراح بجانب ارتدائها لصلاة العيدين والجمعة، ولأهمية الجلابية «آخرلحظة» استطلعت عدداً من الشباب وكبار السن لمعرفة ما إذا كانت الجلابية تحتل حيزاً لديهم أم أنها بقيت مجرد زي في المناسبات مثل الذهاب إلى المقابر وعند اجراء عقد القران، بجانب حديث لقدامى الترزية بسوق أم درمان فماذا قالوا؟: التقينا الشاب هيثم أحمد حيث ذكر أن الجلابية بالنسبة له لاتدخل إلا في دائرة صلاة العيدين وصلاة الجمعة وغير ذلك لا أحبذ لبسها، بينما ذكر العم قسم السيد أن الجلابية تلعب دوراً مهماً في حياته فهو لايستطيع الاستغناء عنها مهما كان الأمر، وأضاف أنه لايذكر متى لبس «بنطلون»، وقال ضاحكاً لا أذكر عدد الجلاليب التي بحوزتي الآن، وذكر الشاب كمال أحمد أنه يبلغ من العمر 40 عاماً وحتى هذه اللحظة لم يرتدي جلابية في حياته، ولاتوجد جلابية في منزله على عكس اخوته في المنزل، حيث يحبون الجلاليب ويفصلونها تبعا للموضة وبألوان مختلفة. وفي السياق ومن داخل سوق أم درمان في محلات القصيرية التقينا بكل من العم محمد بابكر ونعمان حسين حامد وهما يعملان في تفصيل الجلاليب منذ اربعينيات القرن الماضى، حيث قالا: إن تفصيل الجلاليب لم يعد كالسابق ويرجع ذلك نسبة لتكلفة القماش اضافة إلى مبلغ التفصيل، حيث ارتفعت أسعار الأقمشة ومع الظروف الاقتصادية أصبح العديد من المواطنين يفضلون شراء الجلابية جاهزة. واضافا: إن هذا العام الماضي شهد ركودا كبيرا في تفصيل الجلاليب وذكرا أن أغلب المواطنين يفضلونها في الأعياد ومناسبات المأتم والافراح وقالا: إن هذا المحل شهد تفصيلاً للعديد من المشاهير منهم المرحوم إسماعيل الأزهري وعبد الرحمن المهدي بجانب عدد من لاعبي الكرة وعدد من الأطباء وغيرهم من المشاهير.