قالت مجلة(كريستيان مانيس موينتر) في تحقيق مطول: إن العالم يواجه خطراً كبيراً يتمثل في المخدرات المصنوعة، ولكن هذا الخطر لا ينال العناية نظراً للإهتمام بالمخدرات الطبيعية كالهيرويين والكوكايين. فالمخدرات البشرية هي تلك الملايين والملايين من الحبوب والمساحيق والكبسولات التي يهدف منها أن تكون دواءاً طبياً، ولكنها بدأت منذ مدة ليست بالقصيرة تحول وبطرق خبيثة إلى مخدرات في مختلف أنحاء العالم. إذ أن الرسميين في الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة ودول العالم الثالث بالإضافة إلى المسؤولين في كثير من الدول الغربية بدأوا في بذل المساعي اللازمة لإخضاع هذه المخدرات للإشراف الدولي. وهم يقولون: إن قلة ضئيلة جداً من الناس تدرك فعلاً مدى هذا الخطر المتعاظم. إذ ِأن الوكالات الحكومية الخاصة في مختلف أرجاء العالم بدأت منذ مدة تستولى على مخدرات من صنع الإنسان بكميات متعاظمة تبعاً لما تقوله وكالة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، ثم أخذت الجريدة تعدد الكميات الهائلة التي صادرتها وكالة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة ثم قالت: (ومن الطريف أن الأسماء التي تطلق على هذه الأنواع المختلفة من العقاقير والحبوب والأدوية والجرعات الطبية في الشارع عديدة مثل: السرعة والصخرة والبوليفية والأبواب وبيض العصفور وغبار الملائكة ووقود الصواريخ والبلور وما إلى ذلك من الأسماء التي يعرفها المتعاملون بها سراً. وعلى الرغم من هذه الزيادة الخيالية في التجارة المشروعة لهذه المخدرات فإن القليل من دول العالم تدرك مدى خطورة هذه الإنتشار. والمصدر الرئيسي لهذه التجارة المشروعة في الحبوب والعقاقير هو الغرب ومختبراته. أما السوق الرئيسية لها فهو صيدليات العالم الثالث ومستخدموها الذين يجهلون آثارها الرهيبة. فعلي سبيل المثال يتعاطى العمال وسائقو الشاحنات لمسافات طويلة في تايلاند بعض هذه العقاقير لأنها تساعدهم على زيادة طاقتهم ونشاطهم، دون أن يدركوا أنهم يتحولون خلال فترةٍ بسيطةٍ إلى مدمنين عليها، وما ينطوي عليه ذلك من مضاعفات خطيرة. كذلك يموت عدد كبير من الأمريكيين كل عام. والعدد في ازدياد نتيجة سوء استخدامهم العقاقير الطبية المشروعة. فقد بلغ عدد الذين توفوا نتيجة سوء إستعمال خمسة عشرة صنفاً من الحبوب والعقاقير الطبية في الفترة ما بين كانون الثاني(يناير وأيلول سبتمبر2 198م) حوالي ثلاثمائة وخمسين ألف شخص بالمقارنة مع مائة وخمسين ألف شخصاً ماتوا بسبب تعاطيهم المخدرات الأخرى في الفترة نفسها. وتدل الإحصائيات على أن عشرة ملايين أمريكي شاب تتراوح أعمارهم ما بين 18-25 عاماً وقد أساءوا استعمال المنتجات الصيدلانية في وقت ما من حياتهم تبعاً للإحصائيات التي أصدرها المعهد الوطني لمكافحة إساءة إستخدام العقاقير الطبية. سموم تصدر إلى العالم الثالث بأسماء أدوية: وبعد الحديث عن العقاقير والأدوية التي تحوي مواد مخدرة تباع بالأسواق، لا بد لنامن التلميح لمسألة هامة جداً وهي جشع الشركات المنتجة للأدوية ومعظمها واقعة تحت سيطرة المال اليهودي فقد تبين أن معظم هذه الشركات تجري وراء الربح ولا يهمها موت الناس !! أو حياتهم. كشف تقرير خطير لمكتب الأممالمتحدة في عمان بمناسبة مرور عشر سنوات على برنامج الأممالمتحدة للهيئة، النقاب عن وجود مستحضر طبي (ديبوبوفير) يستعمل كمانع حمل في الدول الثانية من شأنه التسبب بالسرطان والتدرنات في الصدر وعاهات في الجنين أقلها خللاً في القلب ويقول التقرير: إن إدارة الدواء والأغذية الأمريكية قررت عام 1971م عدم السماح بتسويقه ووقف أية إختبارات على هذا الدواء. لكن على الرغم من ذلك فإن هذا المستحضر ما زال مستعملاً في دول عدة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. حيث تقوم الشركات بتصنيعه وتصديره بعيداً بعد أن تعطيه إسماً محليا جديداً وتسوقه في البلدان الثانية. وتقول إمرأة بريطانية ثائرة على الأوضاع العائلية الشاذة في بريطانيا في مقابلة لها مع مجلة سيدتي: (إن مستوصفات تنظيم الأسرة المنتشرة في الأحياء الفقيرة وفي مناطق العالم الثالث حيث التضخم السكاني مرتفع كدلتا النيل وجنوب السودان والهند تستخدم أجسام النساء في تلك المناطق كحقول تجارب لأدوية جديدة تمنع الحمل. وهذه الأدوية لم ترخص بها مراكز الصحة العالمية. من هذه الأدوية حقن (اليبو- بروفيرا) التي تمنع الحمل لمدة شهر والتي بدأت مراكز تنظيم الأسرة بتجربتها أكثر من سنتين. والجدير بالذكر أن استعمال هذه الحقن ما زال ممنوعاً في الولاياتالمتحدة، وما زال خاضعاً للتجارب على الفئران والحيوانات خوفاً من المضاعفات التي يمكن أن يحدثها.