عدتُ من سهل البطانة قبيل صلاة الجمعة التي أديتها في المسجد المجاور لسكني بالثورة، وتوجهت بعدها إلى الصحيفة حيث أعددت المادة الصحفية التي ضمّنتها مشاهداتي وانطباعاتي عن رحلة الأربع والعشرين ساعة رفقة السيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير والوفد المرافق له إلى أرض البطانة، وغادرت باكراً بعض الشيء عقب أداء صلاة المغرب بعد أن وضحت معالم الصفحة الأولى وبقية صفحات الصحيفة، لأعود صباح اليوم التالي-أمس- وأجد على مكتبي (مذكرة) من الأخ الكريم فضيلة الشيخ الجليل عبد الجليل النذير الكاروري جاء فيها ما يلي: «الأخ فلان.. بعد التحية.. قرأت نثرك عن فتحي، أرجو نشر نظمي عنه بعمودك.. علماً بأن غداً السبت هو دور الوفاة، وله الرحمة ولوالديك.. عبد الجليل- الجمعة 21/9/2012». وضح تماماً أنني لم أتسلم المذكرة في يوم كتابتها وإلا كانت القصيدة قد رأت النور أمس- دور الوفاة- لكن الله قدر، وما شاء الله فعل.. لذلك أجد أنني أتشرف بإفساح هذه المساحة لقصيدة مولانا الشيخ الجليل عبد الجليل الكاروري في رثاء الأخ الكريم الشهيد فتحي خليل. *** فتحي الرقم الثابت ما زال رقمك في تلفوني لكن من يومين ما رنّ في حرف الفا زي مقعدك المتواضع لمّا تجالسنا لا شوفة تبل الشوق لا رد، لا كول لا مِس طمّنا الصوت الكان مخفوض لكن صاهل لما تمتحنو المهنه يا وحشه لما الوجه الراضي يفارق بي محياه وطنا الفرع الفارع أرقوق.. طيبه وطايوق فيك اتكاملن يا حلفا لما يغطيها النيل ويغيِّب نخلاتاً كانن جنة ما مخادع لكن ما بغشه الخادع بي هزة راس يصرف ظنه ما كنت ظهيراً للمجرم، زي حافظ ومكتب يوسف لمّا كنّا يا ريت بي بسط الدنيا وحكم الناس ما نكون بدّلنا يا نصره لفلسطين والأقصى ومنافح بي إخلاص عن سيدنا ومحامي ضد أوكامبو ورايس والبارونا لمّا إبراهيم غادرنا في يوم النصرة حضرت شهيد يا ريتهُ غداً يجمعنا رحماك مولاي ليهو ولينا لما يشدوا علينا الرنّه لا حاكم جواك لا حاجة إلا امتحنوك والشارع ثنّى بعد السنتين قدمت إقالتك وملائكة الرحمن قالوها قبلنا مارست هوايتك لما اختلفوا: ألنقفل بابو نقاش يا اخوانا ومضيت أرحل يا خليل.. دا ربيعك راجيك في الجنة أذكر يوم شكرك كيف وافى في وادي النيل يوم البنا بي مرسى الفاضلُو النيل دورين بعد الحبس وطول المحنة بي نهضة جديدة تعم وادينا مع الإخوان استبشرنا ما زال رقمك في تلفوني لكن حال الدنيا حالاً فطّاهُ ذِهنّا ü الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري