يوما الخميس والجمعة الماضيان يمثلان علامة فارقة في مسار كرة القدم بالبلاد.. فيما يمثلا نقطة انطلاق حقيقية للكرة في قطاع غزة والصومال.. حيث كشفت مباراتا «الهلال والمريخ» التعادلية في دوري الممتاز.. ومنتخبنا الناشيء ضد نظيره الصومالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.. حقيقة مستوى الفكر الإداري والفني للعبة في البلاد.. وبعيداً عن نتيجة المباراة فإن الأحداث التي وقعت في مدرجات إستاد المريخ يتحمل مسؤوليتها الاتحاد العام لكرة القدم وإدارتا الناديين وبعض الصحف الرياضية.. فإدارة الاتحاد لم تكن حاسمة فى أحداث مماثلة صاحبت مباريات سابقة في عطبرة وشندي وإستاد الهلال الذي شهد تخريباً في مباراة الفريقين الأخيرة.. فيما تحول بعض إداريي الأندية إلى مشجعين ويفتقدون لمواصفات القيادة حيث يطلقون تصريحات «محيرة ومستفزة».. وقد وجدوا ضالتهم في بعض الصحف الرياضية التي تستهوي مثل هذه التصريحات ولا تتوانى في نشرها مما أحدث وضعاً خطيراً في «الصحافة الرياضية». وأصبح الجميع «بمن فيهم الفاعلون الأساسيون».. يشير إليها بأصابع الاتهام بأنها هي من تسببت في هذا الوضع الكارثي.. في حين أنها تصدر يومياً وفقاً للقوانين المنظمة لقطاع الصحافة بالبلاد.. ولم تكن هزيمة منتخبنا الناشيء تحت سن (17) سنة من نظيرة الصومالي مساء الجمعة إلا نتاج لما يشهده القطاع الرياضي من تدهور خطير في كافة المستويات الإدارية والفنية والتنظيمية.. ولم تترك هذه الهزيمة مجالاً لأحد لإيجاد «شماعة» يضع فيها أسباب الهزيمة.. فالكل يعلم أن الصومال هى الآن مسرح لحرب مفتوحة لا يعرف أحد متى تنتهي أو من ينتصر فيها.. لكن عندما تتوفر الإرادة والرغبة والنزاهة لدى القائمين على أمر الكرة مع الخطط السليمة.. فإن الرياضة حتماً ستمضي إلى الأمام.. ودونكم الضفة الغربية وقطاع غزة التي دشن فيها فريق ريال مدريد لكرة القدم الجمعة الماضية (11) مدرسة كروية.. تضم كل مدرسة مائة طفل لتطوير اللعبة في الأراضي الفلسطينية.. علماً أن الصومال الذي هزم السودان وتلك الأراضي الفلسطينية ليس بهما «والي غالي» ولا «برير».. بل في البلدين حرب مفتوحة في كل الساحات والميادين وإدارات تملك فكراً كروياً متقدماً.. تستفيد من ما هو متاح. üمجرد سؤال ما مصير مشروع «لاميسا» لتطوير كرة القدم في السودان.. وهل تم إعداد التقرير الفني للمشروع؟