الانسان بطبعه يحب المدح ويكره الذم ... وصاحب المكارم ... يزيدها وهجاً ليبقى عند حسن الظن ... والمتخاذل يسعى لنيل المكارم ليستجلب الشكر ... وللمرأة السودانية دور رائد وقديم في اذكاء الروح الوثابة .. نحو الفضائل ... من الشجاعة والكرم والعفو والثبات عند الحرب والشدائد ... وشعر وغناء الحماسة ضرب من ضروب الغناء الشعبي القديم منذ مملكة الفونج ... التي يحكي تاريخها عن (التومة بت علي) الحكامة ... التي كانت بأشعارها وأغانيها (تعتق الرقاب) وتحض على العفو... بعد ان (تستثير حماسة أولياء دم القتيل) بأنهم أصحاب مكارم ... وتمجد أخلاقهم ... وقيمهم السمحة ...!! وقد كتب محمد عبد الرحيم في كتابه نفثات اليراع (بأن الانسان السوداني قريب الانفعال شديد التأثر تستطيع ان تحرك أعصابه بقليل من التحريض ممزوج بشيء من التحميس عندها يلتهب كالنار وينطلق كالسهم...!! ولا ينسى التاريخ أيضاً دور مهيره بت عبود حينما أرسل إسماعيل باشا لزعيم الشايقيه كتاب طلب فيه ان يسلموا الخيل والسلاح وإلا الحرب موعدهم ...)لأنه كان يريدهم ان يكونوا فلاحين( إحتار سيد القوم وجلس في الأرض ينكت فيها ... ولم ينطق بكلمةٍ لأنه أصبح بين خيارين أحلاهما مر ... وعندما طال صمته ... تفرق القوم من حوله ... والنساء يراقبن الموقف ... عن كثب... وعندما شعرن بالخنوع والاستسلام أخرجت(مهيره) نحاساً وأصبحت تضرب فيه وتغني ومن خلفها النساء أكان فريتو يا رفقاتنا أدونا الدَّرق هاكم رحاطاتنا إستفز الأمر الرِّجال... وأثار حماسهم عندماسمعوا ذلك(بالمناسبة) في الماضي كانت قيمة الرجل الحقيقية الشجاعه وبطولته واخلاقه الحميدة.) عندها ركب الزعيم فرسه ومن خلفه الخيالة والأبالة.. وقرروا عدم تسليم السلاح و الخيل .فكانت (معركة كورتي الشهيره).. والتي كان للمرأة فيها دور كبير ... ومن أهازيج تلك الملحمة جنياتنا العزاز الليله تتنتر ü يالباشا الغشيم قول لي جدادك كر... وكما قلت فقد كان (حب البنات مشروط) بالشجاعة.. والشجاعة وقودها شعر وغناء الحماسة.. بعد خروج الرجال الى كورتي ... بقي واحد اسمه حسين ... لم يخرج فحزنت أمه وقالت: يا حسين ماني امك وانت ماك ولدي بطنك كرشت غي البنات ناسي ودقنك حمست جلدك خرش ما في زاويه أخيرة- أبلغت أم حسين في وصف خمول وتقاعس ابنها بإن بطنه كرشت من عدم الكر والفر ... وحتى كبر وتحمست ذقنه لازال جلده بعيد عن الجروح والطعن بلا خدوش ... وللحماسة والمناحة عندي بقية.