_ هنالك كائنات في مملكة الله من حشرات وزواحف وحيوانات سيئة السمعة في حسنا الشعبي السوداني وربما العربي وإلى حد ما الأفريقي _ الضب من تلك الكائنات السيئة السمعة فهو خصيم الرب وفي أداء فريضة الصيام هنالك صيام الضب وهو إفطار لأن ما يجده يقول له (جب) مع إن السحلية هنا حسنة السمعة فصيام السحلية إلى العشية أي أنه صيام ضكران فهو يمتد إلى العشاء كما إننا عندما كنا أطفالاً كانوا يحذروننا من إيذاء السحلية.. وحسب د. ود الريح فالضب لا يضر بل ومفيد للبيئة وقتله يضر بالبيئة فلماذا وجد الضب هذه السمعة السيئة. _ أما سوء السمعة الذى صاحب الحمار فحدث ولا حرج بيد أن الحصان حسن السمعة فهو نظيف وعفيف وذلك بسبب عقيدتنا أيضاً فما جاء في الأثر الخيل معقود بنواصيها الخير.. وبرغم ذلك لا يرضى ود إبن آدم بأن يقال له حصان. _ وأسوأ سمعة من الحمار (البغل) مع إنه إن صح فهو هجين بين الحمار والحصان.. وقد أرتبط في حسنا الشعبى بالبلادة والعبط والجلد التخين.. مع إنه يستحق لخاصيته وتميزه تقديراً مخالفاً. _ العقرب يشبه بها الحقود الحسود الجبان فيقولون فلان مثل العقرب يضرب ويلبد.. ووثق شعرنا العربي لسوء العقرب فى أكثر من بيت.. والعقرب تستحق فهي قاتلة في أغلب الأحيان. _ كذلك الثعبان الأملس الناعم وكثيراً ما يشبه به غدر النساء وهو يستحق أيضاً لأنه مؤذٍ ومع إحترامنا الشديد لمحبة ود الريح له.. حتى إنه لا يقبل إستخدام جلده أو جلد الورل أو غيره في صناعة الأحذية وأفهم أن الثعبان يمكن أن يكون ولوفاً ولكن لا أعتقد أن الثعبان يفهم ذلك.. ومن محاولات إشانة سمعة الجمل يقولون إنه حقود وذلك في إنه لا ينسى الإساءة ومهما طال الزمن فإنه حتماً يقتص وأعتقد إن هذا ليس حقداً.. بل هو أخذ للثأر ولعل الباديء هو الأظلم.. وقد قيل ذلك عن الفيل أيضاً ولعل الإنتقام ليس هو الحقد. _ الأمثلة تتشعب عن مكر الثعلب وحماقة أبو الدقيق وجبن الأرانب والقائمة تطول. _ ولكن إلى أي حد يشبه بعض الناس هذه الكائنات في سمعتها السيئة إلى حد كبير.. بيد أن الصفة البشرية التي لا تجدها حتى في الحيوان هي النفاق فلم نسمع بحيوان منافق.. أو متزلف.. أو يكسر ثلج.. أو يكسر طلح.. أو يقول للقرد أنت غزال مع إنه ليس أمه.. فكرت في أن أجد كائناً من الحيوانات أو الطيور من الزواحف أو الوحوش أو من الحشرات أو غيرها يمكن أن تسميه منافقاً.. صحيح أن القطط والكلاب قد تتمسح بك لكن دون منافقة لك.. قد تستدفيء بك أو قد تنظف بالتمسح بك جسمها.. فإن فعلت ذلك فليس لتنافقك إنما لترتاح نفسياً. _ قلت للأخ جمال حسن سعيد هل رأيت حيواناً أو حشرة منافقاً أو منافقة فقال لى: يا منافق وناسي هواك. _ وقد حصر ديننا الحنيف آيات المنافق في ثلاث.. خيانة الأمانة.. كذب الحديث، والفجور في الخصومة.. وهي لا تختلف كثيراً بل تستوعب آيات المنافق في حسنا الشعبي.. فكسير الثلج كذب في الحديث.. وتكسير الطلح خيانة للنفس. _ فما أسوأ أن تكون لديك حاجة عند الكلب فتقول له يا سيدي لست مع ذلك فلو كان لديك حاجة عند الكلب أتركها له فقد أمتلأت نجاسة. _ أيها المنافق.. حتى الحيوانات تتبرأ منك وعندما تقف أمام الله غداً فلن تجد ماتعتذر به.. فالكافر يمكنه أن يقول (ضللوني) والظالم يمكن أن يعتذر بغش إبليس له.. أما إبليس ذاته فليس منافقاً إنه شرير معترفٌ بشره. _ أيها المنافق حتى إبليس يتبرأ منك.. ومع ذلك.. (ليك يوم يا ظالم).