أصبحت الصورة من أهم المؤثرات التي تبرز أبعاد القضايا التي تهم المجتمع وقد لعبت بعض الصور أدواراً مهمة في التاريخ وأصبحت راسخة في أذهان الكثيرين والمتابعين أو الباحثين وأجمع الكثير من الخبراء أن هذا العصر عصر الصورة لما تحويه من معانٍ والسودان عرف قيمة الصورة وأبعادها منذ وقت مبكر من المشاهد المتحركة ورحلات الاستكشاف. ويعتبر الخبير عبد الرحيم عوض قيلي الشهير ب(قيلي الركابي) من مواليد مدينة أمدرمان أحد أبرز المصورين الذين مروا على تاريخ الصحافة السودانية على مدى (46) عاماً في هذا المجال ومازال يقدم عطاءه مستمتعاً بهوايته المفضلة رغم أنه اليوم غير ملتحق بأي صحيفة سودانية ويعتبر انموذجاً للمصور المتابع البارع وله مقولة يؤمن بها تماماً قالها له الاستاذ المرحوم حسن ساتي ومازالت عالقة بذهنه (أنت لا تصنع الحدث ولكن الحدث يصنع نفسه إذا كنت محظوظاً عندما يصنع نفسه تكون أنت موجوداً) ويقول قيلي والآن أعمل في المكتب الصحفي لوزير الإعلام ومتعاون مع عدد من الصحف.. حدثنا عن بدايتك في التصوير؟ - بدأت التصوير كهواية في العام 1964م وحضرت كورساً بوزارة الاستعلامات والعمل وعملت في شركة الطبع والنشر التي كانت تصدر جريدة النيل والأمة وكل الصحف السودانية وتدربت على أعمال الزنكجراف على يد استاذي الأمين الحاكم وكانت الصحف والصور والخطوط تأتي لشركة الطبع والنشر وترسلها لكل الصحف وبها أعمال تقنية وفنية تدق على خشبة وترص مع حروف الطبع وتدخل المطبعة. ما هي أول كاميرا استخدمتها؟ ولمن كانت أول لقطة؟ - كاميرا (كوداك) قدمها لي المصور السينمائي المرحوم جاد الله جبارة الذي علمني كيفية التعرف على الأبعاد والزوايا إلى أن أصبح يشيد باللقطات التي أقدمها وتعلمت منه وكان دائماً ما يقول لي انظر إلى هذه الكاميرا فهي اسمها الدرة وتنبأ لي بأنني سوف أصبح مصوراً ممتازاً وهذا ما حدث. أما أول لقطة فكانت لوالدتي الحاجة حسونة الخليفة مكي عوض عليها رحمة الله عندما كانت تقلي في البن (قهوة الصباح) ومنذ ذلك الحين أصبحت القهوة جزءاً من الكيف بالنسبة لي وكان ذلك في ود نوباوي شمال بأمدرمان ووالدي له خلوة اسمها (خلوة النجاح النظامية) مؤسسها الشيخ العالم عوض قيلي الركابي وخرجت العديد من الشيوخ من ضمنهم اللواء معاش الهادي بشرى والعميد معاش مهدي أحمد المرضي والمهندس الطيب سوار علي. هل لك مشاركات خارجية؟ وداخلية؟ - نعم فقد صحبت الرئيس الراحل جعفر محمد نميري في كل زياراته الميدانية خارج السودان ولقاءاته الجماهيرية. وعملت في صحيفة الأيام رئيساً لقسم التصوير في السبعينات وكان نائب رئيس التحرير الراحل الأستاذ حسن ساتي ورئيس التحرير إبراهيم عبدالقيوم وكان وقتها يصدر عدد أسبوعي يركز على الصورة وكذلك عملت في صحيفة صوت الأمة وكان يرأس تحريرها الراحل سيد أحمد خليفة وكذلك صحيفة النيل وصحيفة السياسة. حدثنا عن التصوير في الماضي؟ - في الماضي لا يوجد تصوير ملون فقط (أبيض وأسود) والأفلام الموجودة في ذلك الحين بها (8) لقطات اسمها (620) وفلم آخر به (12) لقطة اسمه (120) وهي التي يتم التصوير بها في الصحف وكانت الصحافة في ذلك الوقت تجمع المادة حرفاً حرفاً وعند الجمع يتم أخذه بالمقلوب ولا نستطيع رؤيته الا بعد أن تصدر الجريدة وهنا يمكن أن نقول إن الجميعين في ذلك الوقت عباقرة لأن لا أحد يستطيع أن يقرأ حرفاً غيرهم. أما الآن فظهرت أشياء جديدة مثل الجمع الفضي والكمبيوتر والجمع الالكتروني الذي حرك الصحافة السودانية حتى أصبحت عالمية في مجال الطباعة. ما هي الطرائف التي لا تنسى وأصبحت عالقة في الذهن؟ - أذكر أنا والراحل حسن ساتي عندما كنا نعمل في صحيفة الأيام كنا في زيارة لمدني ونحن في طريقنا رأينا دخاناً كثيفاً في منطقة الباقير قال لي ما هذا يا قيلي فقلت له هذا حريق رأيك شنو نذهب ونصور فهنا ذكرته المقولة فقال نعم يا قيلي فوصلنا بالقرب من الدخان وأخذنا العديد من اللقطات فقال هذا هو الحدث الذي يصنع نفسه ونحن محظوظون لأننا حضرناه وفجأة ظهر لنا مدير المصنع فقال باندهاش رئيس التحرير وقيلي الاثنين معاً لا أصدق وكمان قبل المطافىء؟ فهذا حدث لا ينسى. وكان خبراً انفردت به صحيفة الأيام. هل لديك هوايات أخرى؟ - اشتركت في العديد من برامج الاذاعة والاسكتشات والمسلسلات الطويلة من تأليف أ. حمدنا عبدالقادر لكن تركتها نسبة لانجذابي نحو الكاميرا لكن أكبر هواية بالنسبة لي التصوير الصحفي. لمن تطرب من الفنانين؟ - الكابلي - سيف الجامعة - الراحل أحمد المصطفى وسيد خليفة أما الحقيبة بادي أحمد الطيب. أما الاصوات النسائية فمنى الخير. و من القنوات؟ - قناة الجزيرة لأنها أثبتت جدارتها في العمل الإعلامي وكذلك قناة النيل الأزرق والتحية لحسن فضل المولى. الختام ماذا أنت قائل؟ - أحيي (آخرلحظة) بمناسبة ايقادها للشمعة الخامسة والتي حضرتها ووثقتها وأترحم على روح الأستاذ حسن ساتي والاستاذ محمود أبو العزائم وجعفر عطا المنان ومن معه وأتمنى للأستاذ مصطفى أبو العزائم الشبل من ذاك الأسد التوفيق وكذلك للمهندس الأستاذ الحاج عطا المنان التقدم في مسيرتهما الصحفية مع تحياتي وأشواقي الزائدة لهاشم عثمان (كلام في محله) والتحية لجميع أسرة تحرير صحيفة آخرلحظة سائل الله لهم المزيد من التقدم والازدهار.