الحديث عن الجالية السودانية في رأس الخيمة ذي شجون وهو محمدة لهذا الشعب السوداني الذين هم خير سفراء للوطن، ولقد قضيناها ستة عشر عاماً في هذه الامارة المضيافة، وطيبة أهلها وسماحة خلقهم، وما زالت تلك العلاقة الحميمة مع أبناء رأس الخيمة قائمة حتى الآن بعد ان عدنا الى وطننا بعد ان استغنوا عن خدماتنا بسبب ذلك الموقف الذي اتخذته حكومة الانقاذ في تأييدها للعراق في هجوم غاشم واحتلال دولة الكويت وبالتالي أصبحنا أول ضحايا هذا القرار الخاطيء ولو لاذت حكومة الإنقاذ الصمت لكان خير لها ولنا، ولكن تلك قسمتنا ونحمد الله على كل حال. الحديث عن الجالية السودانية يبدأ من عام 1969م وهو دخول أول سوداني لهذه الامارات وهو الدكتور عبد العزيز هلال من أبناء بحري وأسرته الكريمة، وعمل مديراً لمستشفى النخيل برأس الخيمة، والدكتور الخاص للأسرة الحاكمة، ومن بعده تقاطر السودانيين لهذه الامارة على سبيل المثال وصول الاخ مصطفى أشقر وعمل بالشرطة مترجماً ومديراً مالياً، وفيصل رضوان عمل ضابطاً بالشرطة، وبابكر ياسين مدير الجمارك، ومن بعدهم عدد من المعلمين الذين تم إنتدابهم للمدرسة الصناعية. الاستاذ هاشم العاليابي وعبده الزين والفاضل مهاجر ومحمد الحسن ميرغني ومحجوب ومحمد عباس وأحمد علي الشايقي وأحمد ناصر وعدد من الاطباء المميزين أمثال الدكتور مرتضى محيي الدين مهدي وطارق المطبعجي وسيد أحمد فرح وأسامة الزين ويحيى حداد مدير الطب الوقائي، وفاروق الشفيع اخصائي الأذن ودكتور عبد السميع محمد الحسن الذي له اليد الطولى في تعيين السودانيين بالقوات المسلحة، وكذلك إنتداب المهندسين من الاعلام المهندس فريد حسن شرف، وعدد من المذيعين المرحوم عباس بانقا، وكمال محمد أحمد وميرغني الرحمابي وإبراهيم عبد الرحمن، والمرحوم علي أنور والأخت المذيعة أميمة محمد الحسن زوجة الدكتور عز الدين، وهي من اولى المذيعات في إذاعات الخليج والباشمهندس محمد علي النوش مدير شركة الدواجن وهو رئيس النادي ومازال حتى الآن، ومن هذا المجتمع تم عقد أول إجتماع للجالية عام 1976 وذلك من أجل عمل نادي للجالية برأس الخيمة، وبالفعل تم منحنا قطعة أرض مميزة من ولي العهد سمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي، وبدأ العمل في إنشاء هذا الصرح الكبير بتكاتف ومجهودات ابناء الجالية ومساعدات بعض الشركات وتم تشييده في وقت وجيز باحسن صورة وصار الملاذ والدار الحميمة التي جمعت شملنا، وتم تكوين اللجنة وبعض اللجان الفرعية من ثقافية واجتماعية ورياضية ومن ثم تم تكوين أول فريق سوداني شمل عدد كبير من اللاعبين الذين حضروا بعد الرياضة الجماهيرية ومن ضمنم أبو العز يوسف وعصام عليوه، ويوسف عثمان، وشريف سليمان من الهلال وحسين وداعة من المريخ وشخصي والسر هارون وسليمان الدحيش وصلاح قسمة من نادي بيت المال وبشير حسين وكمال خيري من اتحاد بحري وصلاح عوض من الأملاك بحري مصطفى بيومي حارس نادي النيل ومرتضى جمعة والسر الجزار وعصمت فنو وعلي الفراش المزاد بحري ودامبا من فريق الهاشماب وكوكبة فريدة من نجوم الكرة بدأت تتلألأ في ساحات الملاعب برأس الخيمة ولقد حاز على جميع الدورات الرمضانية والدورات الصيفية وحصد هذا الفريق الكؤوس وصارت الأندية الكبيرة تتهافت على اللاعبين وتم تسجيل عدد كبير منهم بأندية رأس الخيمة ووحدات لواء بدر الثاني وإشتراكهم في دوري القوات المسلحة. أما في الجانب الاجتماعي فصارت مناسبات الجالية تقام في النادي من أفراح وأتراح، ولقد كان حديث الامارة والجاليات الأخرى في ذلك الترابط الأُسري والنشاط الثقافي والاحتفالات في جميع المناسبات الدينية والقومية كعيد الاستقلال واقامة المهرجانات ودعوة لكبار الفنانين من أمثال المرحوم الفنان عبد العزيز محمد داؤود وعبد العزيز المبارك وفرقة الاكروبات السودانية التي قدمت عرضاً مميزاً ومازال هذا النادي يقدم ما هو كل جميل لسمعة السودان ويعتبرون من أميز الجاليات العربية. كان النادي يضم حوالي ألف سوداني إلا أن هذا العدد بدأ يتناقص كثيراً بعد حرب الكويت والعراق وبدأت الهجرة العكسية الى أرض الوطن، وتم تصفية لواء بدر الثاني الذي كان يضم عدداً كبيراً من أبناء الجالية، وتم إنهاء خدماتهم، وكذلك بعض المعلمين وبالأخص معلمي المدرسة الصناعية الذين تم الإستغناء عنهم،، وعاد الجميع الى أرض الوطن، ومنهم من فضل الإغتراب مرةً أخرى الى الدول الاوروبية وكندا فما بقى إلا القليل منهم مازالوا يقدمون تلك الرسالة على أحسن وجه ونسأل الله لهم التوفيق ويرد غربتهم بإذن الله تعالى. ü مغترب سابق برأس الخيمة