تصوير: سفيان البشري: زار مكاتب «آخر لحظة» الشيخ عابدين درمة قبل ذهابه إلى الأراضي المقدسة ضمن بعثة حجيج هذا العام وتحدث خلال زيارته عن تكريم الرَّاحل الشهيد الجعفري له قبل رحيله بأيام حيث قال: أذكر إنه في يوم الخميس الثامن والعشرون من شهر رمضان المعظم إتصل بي المعتمد الجعفري وقال لي «يا عابدين درمة !! يا درمة احنا جايين نكرمك زي ما إنت بتكرم الموتى» وحدد مواعيد في العاشرة والنصف مساءاً وبالفعل «لميت» كل إخواني عوض ود. الهادي بمنزل الوالد بالحارة الثانية شمال مقابر أحمد شرفي ووصل الرَّاحل مساءاً إلى منزلنا في الموعد تماماً وجاء برفقة كوكبة من المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وكان ضاحكاً وبشوشاً وجلسوا معي حتى الثانية من صباح يوم الجمعة، وكان هذا آخر لقاء جمعني بالراحل الشهيد الجعفري، وأذكر أنني عندما كنت أمازحه بأنني حاجز ليهو قبر ناصية كان يقول لي أنا ما بموت هنا !! بموت بعيد وبتشوف وفي آخر لقاء حضني وبكى وبكيت معه، وفي يوم العيد عندما سمعت بالحادث واستشهاد هذه الكوكبة النيرة تألمت كثيراً وتمنيت من الله أن أكون برفقتهم، ولكنها إرادة الله ولكن لا أقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وإنا إليه راجعون» وربنا يرحمهم ويتقبلهم شهداء وعبركم أقول بأن كل الجهد الذي سأقوم به في بعثة الحج سأوهبه للوزير غازي الصادق فهو كان شخصية مرحة ويحب المزاح، ويضحك معي كثيرا،ً وكان «أخو ودفعة» وكان مؤثراً جداً في المجتمع. ٭ وعند سفره قال نحن حنسافر وقبورنا جاهزة وطوبنا وشواهدنا جاهزة في جميع مقابر ولاية الخرطوم، ومن هنا أُحيِّ جميع القائمين في لجنة مقابر أحمد شرفي بقيادة فؤادي بتي، وحاج الزبير، وحسن، ومازن، والفاتح أحمد يس، ومحمد معتصم، ومحمد آدم، والنور، وموسى فهم يعملون ليل نهار. ٭ وعن عمله في المقابر قال درمة أعمل في ستر الموتى منذ واحد وثلاثون عاماً ولا أنسى أن أشكر من علموني كيفية ستر الموتى، وهم بشرى سمكول، ومحمد إدريس، وحسب الرسول أحمد، وعمنا حسب الله، والشايقي والصادق. ٭ وقال درمة إنه يحتفل بعيد زواجه، وكذلك رأس السنة في المقابر بالترحم على الموتى وزيارة القبور برفقة أسرته وأكد بأن أي يوم مميز يحتفل به في المقابر، وكذلك العيد الصغير والكبير. ٭ وتأسف درمة في ختام زيارته لمباني «آخر لحظة» على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وقال نحن نتأسف على هذا الحدث وأنا أدين هذا العمل، وكذلك أنا مع المظاهرات السلمية التي تكون خالية من العنف. وأضاف إن الرسول الكريم عافية الأبدان، ونور الأبصار، وربنا يكرمنا بجاهه وربنا يحفظ السودان ويوفق قادته للخير.