كما أشرت في مقالي يوم أمس الأول بانني قد قضيت اكثر من ثلاثة أسابيع في المملكة الأردنية الهاشمية مرافقاً لوالدي في رحلة علاجية تكللت بالنجاح والحمد لله، واثناء تواجدي في العاصمة عمان كان الصديق العزيز الاخ الدكتور الصادق الفقيه أحد الوجوه السودانية المشرقة هناك خلقاً واخلاقاً وقد كان قريباً مني ومن والدي المريض طيلة فترة تواجدنا خلال فترة العلاج مما خفف عنا كثيراً خلال هذه الرحلة. واعود واقول بان الفرصة قد سنحت لي بأن اقوم بزيارة لمنتدى الفكر العربي الذي يتولى الاخ الدكتور الصادق بخيت أمانته العامة واعتبر هذه الزيارة هي سياحة إن شئت، أو زيارة إن رأيت، والأوفق ان اقترحنا وصفها بمزيج من السياحة الممتعة والزيارة الاستكشافية، فمنتدى الفكر العربي الذي زرته يعتبر عالم واسع وعميق ورسالي، وهو منارة هادية في عالمنا العربي الماثل، ولعل جهلنا نحن في السودان بأهداف وانشطة وفعاليات هذا المنتدى الفكري الرفيع المستوى، يعود الى اننا جزءاً من الخيبة العربية الشاملة، كما يعود الى ان الاكثرية في نخبتنا ما زالت تتمرغ في مستنقع التساؤلات البلهاء حول الهوية! وقد كنت من المحظوظين اذ حظيت بزيارة طيبة ومثمرة الى مركز المنتدى بمدينة عمان حيث وقفت على طرف من أنشطة وفعاليات وأدوات هذه المنظمة الفكرية العربية غير الحكومية، وأحاول هنا إلقاء ضوءاً كاشفاً عليها. حيث يعود تأسيس هذه المنظمة(المنتدى) الى عام 1981م في اعقاب مؤتمر القمة العربي الحادي عشر في مدينة عمان بمبادرة من سمو الأمير الحسن بن طلال وخمس وعشرين شخصية عربية من قادة الفكر والتنمية في العالم العربي، ويسعى المنتدى الى(بحث الحالة الرَّاهنة في الوطن العربي وتشخيصها، والى استشراف مستقبله. وما يلتزمني هنا ان أشير الى نبذة مبتسرة وعاجلة الى الرئيس والراعي والأب الروحي للمنتدى و(الدينمو) المحرك له، وهو سمو الأمير الحسن بن طلال، فهو ليس(غريباً) على السودان والسودانيين، وقد زار بلادنا اكثر من زيارة، وهو حقيقة من محبي بلادنا، وله اهتمام كبير بها في عدة مجالات، وقد لقى حفاوة مماثلة من بلادنا على اعلى المستويات، وكما نعلم جميعاً فانه قد كان ولياً للعهد في المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة على عهد شقيقه الملك الحسين بن طلال، إلا ان الحسن لم يكن حفياً بميادين السياسة وأروقة الحكم، حيث ان المضمار الذي يفضله هو مضمار الفكر، مع اهتمام ملحوظ بشؤون الاقتصاد والتنمية في اوجهها كافة، الى جانب الدراسات المستقبلية. ويطيب لي القول كثيراً ان اشير كما اشرت سابقاً الى ان الأمين العام لهذه المنارة العملاقة هو شقيق لنا تعرفونه كل المعرفة، ألا وهو الدكتور الصادق بخيت الفقيه(الفكي)، ولمن لم يحظوا بقدر من الإلمام بسيرته. رغم شهرته الغنية عن التعريف. أقول انه حاصل على درجة الدكتوراة في الاعلام السياسي والدبلوماسية من جامعة الخرطوم(2001 )م كما درس برنامج الدكتوراة في العلوم السياسية في جامعة ميسوري بكولومبيا بامريكا، وحصل على دبلوم الدراسات العالمية في النظام المالي العالمي من معهد الشؤون الدولية في سالسبوري في ولاية كونتيكيت الولاياتالمتحدةالامريكية، الى جانب انه تولى في بلاده العديد من المواقع القيادية في المجالات السياسية والدبلوماسية والاعلامية والاكاديمية والبحثية حيث اصبح مستشاراً صحافياً للسيد رئيس الجمهورية وفى عهده شهدت العلاقة بين الصحافيين ورئاسة الجمهورية افضل حالاتها.. لانه يمتلك مهنية عالية ويجيد العمل باخلاق المهنة وقد انتقل الصادق للعمل بسفارات بلادنا في واشنطن ولندن واسطنبول والدوحة، وفي وزارة الخارجية القطرية، واختير سفيراً للسلام بواسطة فيدرالية الأديان الدولية للسلام العالمي، هذا وقد خلف الدكتور الفقيه في موقعه الحالي كأمين عام لمنتدى الفكر العربي البروفيسور فايز خصاونة، وهو الذي تولى موقع الأمين العام بالوكالة للمنتدى في الحادي والثلاثين من يناير من العام الحالي 2012م، فيما تولى الدكتور الفقيه موقع الأمين العام لهذه المنارة السامقة في الاول من فبراير 2012م وحتى الآن.. (نواصل)