نشير في هذا الحيز الضيق إلى بعض النماذج المتنوعة التي يمكن أن تعكس إلى حد ما نوعية وطبيعة الأنشطة التي يقوم بها منتدى الفكر العربي والتي أشرنا إليها في حديثنا المختصر سابقاً حول أهداف ووسائل المنتدى، ففي مجال اللقاءات الشهرية قام المنتدى بتنظيم لقاء بعنوان «محيي الدين بن عربي».. كانت المتحدثة فيه هي السفيرة الدكتورة يوانا فيرونتسكا، رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في 18 مارس من العام الجاري 2012م، أما في العاشر من أبريل من ذات العام.. فقد نظم المنتدى لقاءً بعنوان «مكانة المسلمين في نظريات المؤامرة الغربية وجذورها التاريخية».. كان المتحدث فيه هو البروفيسور فيليب بوك، أستاذ التاريخ بجامعة فينا، وفي الثالث من مايو من العام الجاري نظم المنتدى لقاءً بعنوان «قضايا الطاقة العالمية» كان المتحدث فيه هو السيد كريستوف فراي، أمين عام مجلس الطاقة العالمي بلندن. وفي مجال الندوات واللقاءات الفكرية وجلسات العصف الذهني، نظم المنتدى على سبيل المثال ندوة حول «الوئام الديني بين أتباع الديانات» برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، وتحدث فيها لفيف من الأكاديميين والعلماء من المسلمين والمسيحيين، ومن بينهم مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور عبد السلام العبادي الذي أشار إلى ضرورة إيضاح الصورة المشرقة للإسلام ورسالته السمحة، رداً على الصورة المشوهة للإسلام في كثير من الأمور نتيجة للجهل ونتيجة محاولات لتشويه الدين، كما أشار إلى بعض الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسم الإسلام، خاصة الاعتداء على فئات بريئة من المدنيين، ودعا إلى التسامح بين أتباع الديانات، مستنداً إلى الأصول السماوية، وأضاف قائلاً إن العقل الإنساني يدعو للوئام بين البشر حيث كرم الله الإنسان وجعله واعياً ومدركاً، كما أرسل الله الرسل والأنبياء لجميع الشعوب وإن الإسلام يدعو إلى تربية النفس والتكافل. وفي ذات المنحى استضاف المنتدى لقاءً حوارياً إسلامياً مسيحياً حول التعايش بين المسلمين والمسيحيين وقضية القدس، جاء فيه من حديث سمو الأمير الحسن بن طلال «إننا ملامون عربياً وإسلامياً لغياب الانفتاح الثقافي على بعضنا البعض منذ فترة طويلة بسبب مفاهيم السيادة وعدم تطوير الحوكمة العربية الإسلامية ما بعد السيادة». وأكد سموه خلال رعايته ومشاركته في هذا اللقاء الحواري على أن العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين لا يعني بالضرورة التناغم القيمي، فهو قد يفسر بتعدد وجهات النظر في إطار مدني، وأشار إلى أن سيادة الحكومات لابد من تجسيرها في التركيز على نظام عربي قيمي جديد، فالحريات الأساسية لابد أن تجمع بين حقوق الإنسان والقانون الإنساني العالمي والمعاهدات والقوانين الدولية، وشدد على أن المسميات الجديدة والمدارس المتعددة التي تظهر بين الجماعات الإسلامية تمثل أطرافاً معينة أو تيارات محددة، لكنها لا تمثل المنظور الإسلامي، داعياً إلى تفعيل الإسلام الممارس من خلال مؤسسة المفاهيم الإسلامية المهمة، واقترح لذلك تأسيس صندوق عالمي للزكاة، وإيجاد محكمة عربية إسلامية لحقوق الإنسان.