رحل عن دنيانا يوم أمس الشاعر الكبير صديق مدثر أبو القاسم بعد مشوار عطاء طويل خلده بأعذب وأروع الأعمال الغنائية والتي ما تزال خالدة حتى الآن رددها عدد كبير من عمالقة الغناء في السودان. ولد صديق مدثر عام 1929م بحي البوستة بأم درمان، تلقى تعليمه بمدرسة الموردة الإبتدائية ثم الأميرية الوسطى ثم الأهلية الثانوية وحصل على دبلوم كلية المعلمين الوسطى وشهادة مدرسة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة المصرية، عمل بعدها بعدد من المواقع منها وزارة التربية وفرع التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة السودانية، ثم هاجر بعد ذلك للمملكة العربية السعودية وعمل مترجماً في عدد من الشركات بالإضافة إلى أنه عضو مؤسس لاتحاد أدباء السودان وعضو لجنة النصوص والألحان، بجانب تقديمه لعدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية. لمع بريقه الشعري وهو في العشرينيات من عمره عندما تغنى له الفنان الراحل أحمد المصطفى بأغنية (فتاة الوطن) في حفل يوم المرأة وشهده الرئيس السابق إسماعيل الأزهري وكرمه على جمال الكلمات تكريماً أدبياً كبيراً، ويعتبر الراحل صديق مدثر أن هذه الأغنية هي أعظم قصيدة في حياته لأنها منحته تكريماً لم يحظَ به شاعر سوداني من قبل. وواصل صديق مدثر مشواره الشعري بعد ذلك وتغنى له كبار المطربين، ومن أجمل أغنياته (محبوبي يا هاجر) التي صدح بها الفنان حسن عطية و(ضنين الوعد) التي تغنى بها الفنان عبدالكريم الكابلي و(الحبيب العائد) للإمبراطور محمد عثمان وردي و(رفاق الدرب) عثمان مصطفى و(سبأ) للفنان محمد ميرغني وغيرها من الأعمال، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأناشيد الوطنية والحزبية. له عدد من الدواوين الشعرية منها (وهج المشاعر) و(وهج)، وله كتاب عن ثورة يوليو 1971م حمل عنوان (ثورة هاشم العطا)، بالإضافة إلى أنه ترجم عدداً من الأعمال الشعرية من اللغة الإنجليزية للغة العربية. ألا رحم الله شاعرنا الكبير صديق مدثر أبو القاسم وأسكنه مع الصديقين والشهداء.