نظمت اللجنة القومية لتخليد ذكرى الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير السابق للحزب الشيوعي تحت شعار «سمنضي إلى ما تريد وطن حر وشعب سعيد»، ندوة لمناقشة كتاب الراحل «حوار حول الدولة المدنية» بحضور عدد من المفكرين والسياسيين والمهتمين بشؤون الحزب الشيوعي السوداني، حيث قدم الدكتور أمين مكي مدني قراءة ضافية عن الكتاب، مشيراً إلى أن الراحل نقد كان رجلاً زاهداً مفكراً مشرفاً ليس لحزبه فقط ولكن لأمته السودانية، وتحدث عن مساهماته السياسية إقليمياً ودولياً واعتبر الدكتور مكي أن الكتاب بمثابة الفكرة والقدوة للقادة السياسيين والمواطنين، مشيراً إلى أن الكتاب بالرغم من صدوره قبل عشر سنوات إلا أن ما ذكر فيه هو واقع معاش بحسب رؤيته المستقبلية للوضع الراهن.. كما أشار الكتاب إلى إسهامات الحزب الشيوعي طيلة الفترة الماضية وما يتناسب مع المجتمع المدني، ونوه الدكتور مكي إلى أن الكتاب بمثابة جرس إنذار لمجريات الأحداث الآنية، سارداً إخفاقات الحكومات المتعاقبة وفشلها في خلق دولة مدنية منذ اتفاقيات السلام التي سبقت اتفاقية السلام الشامل على رأسها اتفاقيات جيبوتي الشرق القاهرة.. ومشاكوس.. مضيفاً أن الكتاب حلل الاتفاقيات السابقة واعتبرها حلولاً جزئية.. وتنبأ الراحل نقد في كتابه عن الضغوط الخارجية بفعل البترول الذي ظهر مؤخراً وأصبح أحد عوامل الاستقرار الاقتصادي، وتطرق إلى صراع الهيمنة الفكرية في السودان. مشيراً إلى أن الوضع الحالي بحسب ما ذكره نقد في كتابه، وضع يغني عن السؤال.. وأفرز أوضاعاً سلبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق بينما لا تزال قضيتا دارفور وأبيي تراوح مكانها. وتحدث الدكتور مكي عن المواد القانونية في الكتاب والتي اعتبرها نقد مكبلة للحريات العامة منها قانون النقابات الذي نسف كل تاريخ العمل النقابي، وقانون التجمع السلمي وقانون الصحافة والصراعات، وتحدث عن الهجمة على منظمات المجتمع المدني بحسبب دكتور أمين مكي خاصة فيما يتعلق بأنشطة عمل المنظمات من تمويل، واعتبر دكتور مكي خلال سرده ما حوى كتاب الراحل نقد أن الحكومات استغلت الدين داخل السياسة، وضرب مثلاً بنظام نميري واصفاً إياه بالمتقلب سياسياً، وذلك لتحولاته الفكرية من شيوعية إلى إسلامية مطبقاً الحدود الإسلامية من بينها الصلب والقطع من خلاف. الأستاذ نبيل أديب القيادي بالحزب الشيوعي عقّب على حديث الدكتور أمين مكي وشن هجوماً على سياسة أسلمة النظام، مشيراً إلى أن نظام نميري دون مقدمات تحول من رجل عادي إلى رجل دين ونصّب نفسه إله المرحلة التي حكم فيها.. وتطرق إلى النظام الشيوعي في عدد من الدول الأوروبية معدداً المحاسن التي يمكن أن تجنى من تطبيق الدولة المدنية أو الديمقراطية.. من جانبه شن الأستاذ طه إبراهيم هجوماً لاذعاً لمنظومة الدولة الإسلامية ودستور جبهة الدستور الإسلامي، منتقداً بشدة ما حوى الدستور من فقرات، حيث قال إن الدولة لا تراعي حقوق الآخرين وفرضت أحكام الشريعة دون رضا الجميع.