ليس غريباً أن يتخوف منسوبو الحركة الإسلامية من عدم ترشيح الشيخ علي عثمان محمد طه للأمانة العامة للحركة الإسلامية.. فالخوف في مثل هذه الحالات مسموح وليس غريباً.. فهو من تولى قيادة الحركة بعد المفاصلة وقام بضخ الدماء فيها بعدما حدث ما حدث في العام «1999م» الذي خلف كثيراً من المشكلات سيطول زمن علاجها.. فما ظهر من آراء وأحاديث في المؤتمر السابق كان عادياً ولكن ما بدأ يظهر في مؤتمرات هذه الدورة يحتاج لرجل مثل علي عثمان لإدارته وتفهمه.. فهو رجل يحتمل الصعاب ويستطيع التعامل معها.. ففي الوقت الذي اعتمدت فيه الحركة على مبدأ تفريغ الهواء الساخن من صدور منسوبيها الذين عانوا من الإهمال أو من بعض التقاطعات والتجاوزات التي تحدث من البعض أو من إحساسهم بأنهم أحق من منسوبي المؤتمر الوطني الذين انتسبوا إليه مؤخراً «بعد نجاح الثورة» أو بعد المفاصلة ليبتعدوا هم ويتربع الجدد في المقاعد الأمامية أو من بعض «المفتحين» الذين بدأوا يشحنون صدور بعضهم بعضا وأصبحوا حزماً ولوبيات تتجمع في مؤتمرات الحركة لتدير أزمتها بالطريقة التي تراها وهي في أحيان كثيرة بعيدة معا ربتهم عليه الحركة الإسلامية.. لذلك نسمع قادتها دائماً يشيرون في مؤتمراتها على اختلاف مستوياتها يؤكدون على تفريغ ما في صدورهم وقول آرائهم بصراحة وشجاعة لكن يلزمونهم بقول رأي الأغلبية والشورى.. أي أن الحركة تحاول جمع كل منسوبيها لتؤكد لهم أن آراءهم الحادة «والصعبة» التي يبدونها طبيعية وهي نوع من الممارسة الديمقراطية التي يقولها الآخرون وأنهم لا يقادون كالقطيع.. كل ذلك سادتي يحتاج لحنكة رجل مثل علي عثمان ليكمل بناء ما بدأه فما نراه ونتابعه يحتاج لمائة شيخ علي يصعدون من القواعد مروراً بكل مستويات الحركة وصولاً لأمانتها العامة.