لقد تكاثرت في السنوات الأخيرة في السودان ظاهرة من يطلق عليهم يبقى في داخل السجن حتى السداد.. وهؤلاء هم الذين في ذمتهم ديون أو شيكات فشلوا في سدادها وهناك نوع من هؤلاء لهم عدة سنوات.. وهذه الظاهرة المؤسفة ما كانت معروفة في السودان بهذا الحجم بل أنها قد شملت رجال أعمال قد كان لهم أسماء كبيرة ولامعة في السوق.. وهناك أسماء من أسر كبيرة وقد كان لها وضع اقتصادي مرموق، والآن قد لا تصدق إن حدثتك الروايات عمن هم في السجون الآن.. وهذا قطعاً له أسبابه الإقتصادية والتي حدثت في السودان.. والأسماء التي تبقى في السجون حتى السداد قد حدثت لأسرهم الكثير من المشاكل بأسباب ما حدث لهم، ومن وجودهم داخل هذه السجون.. وقد شهدنا للحكومة اهتماماً بهذه الفئة.. وأعتقد بأن الحكومة قد تضررت من بقاء هذه المجموعات الكبيرة وبالآلاف لأنها قطعاً تكلف الدولة الكثير من الصَّرف.. ولا أدري ما هي الحكمة بأن يكون المدان يبقى في المعتقل ولا يخرج إلا إذا قام بسداد المطلوب منه !! لأن في إمكانه إذا كان خارج المعتقل مع ضمان وجوده ولا يختفي في إمكانه أن يسعى بشتى السبل من التوصل إلى حلول ولو جزئية من هذه الديون.. وأعتقد بأن المعتقلين أعدادهم كبيرة ويكلفون الدولة ! فالواجب مناقشة قضية كل واحدٍ فإذا كان هناك إحتمال أن يدفع ماعليه بأي سبيل يعرفه فالواجب أن يطلق سراحه. وما دفعني لكتابة هذه الكلمات ما وصلتني من شكاوي بعض ممن أعرفهم داخل هذه المعتقلات وأني متعاطفٌ مع من أعرفهم، ولكن لا حيلة لنا في تقديم الحل المناسب، ولا حل لمثل هذه القضايا والمديونيات !! إلا أن تدفع لمن تعرفه وكما يقول المثل (العين بصيره واليد قصيره..)أي بمعنى أننا نحس بواقع من نعرفه ونريد له الحلول والخروج إلى أهله وإلى أسرته، وبعض هؤلاء قد فقدوا الأمل في علاقاتهم بمعارفهم ومن كانوا حولهم لأنهم لم يقدموا لهم أدنى مساعدة، وهذا قطعاً خلل مؤسف قد أصاب مجتمعنا السوداني بأن كل فرد أصبحت حيلته لا تتعدى نفسه، أو قضيته الشخصية.. لأن الجميع والكل يقول يا غربتي أو يانفسي!!. وأعود للمشكلة التي تقابل المعتقلين لحين السداد وتحديداً من هم في سجن الهدى بأ مدرمان فقد اشتكى بعضهم وأرادوا أن تصل مشكلتهم إلى الصَّحافة أو السُّلطة الرَّابعة لعلها تجد من يستمعها، والمشكلة بأن المسؤولين في سجن الهدى قد منعوا الموبايلات في داخل السجن وصادروها من أصحابها.. والموبايل كما يقول أصحاب ا لشكوى هو السبيل الوحيد الذي يبحث به هؤلاء المعتقلين أسباب خروجهم من هذه المعتقلات، فهو يوصلهم بالأهل، وبمن يتوقعون منه المساعدة في التفكير معه لحل مشكلته.. وأعتقد بأن الموبايل بالنسبة لهذه الفئة فهو على درجةٍ من الأهمية... ونرجو من سلطات السجن ضرورة فك الحظر عن هذه الموبايلات.. وإن أمكن محاولة مدَّهم بالرَّصيد المجاني.. وأقول لسلطات السجون بأن المساعدة في خروج هذه المجموعات فيه تخفيف من أعباء السجون.. ولهؤلاء المعتقلين مطالب أخرى في شح الدواء بالنسبة للمرضى.. أسأل الله أن يكون ما وصلني من معلومات صحيحاً ،وأتمنى من سلطات سجن الهدى التعاطف مع قضية هؤلاء.. وما حدث في بلادنا لا يشبهنا، وأن من أعرفهم داخل هذه السجون، فإن ما حدث لهم لا يشبههم ولكنها إرادة الله.. وإني أسال الله أن يفك كربة كل مديون.