استنجد بهيئة المواصفات.. هل كباتن الفريق القومي الذين «شرطوا عينا» في مواجهتهم للفريق الأثيوبي.. هل كانت فيهم مواصفات اللاعب؟.. لا أعتقد إن هؤلاء بشر يلعبون كرة قدم.. كنت أود أن أقول كانوا أشباحاً.. فلم يكونوا كذلك، فالشبح لديه وجود.. على أى حال.. نطالب بتحقيق في هذه المؤامرة.. فهؤلاء اللاعبون لم يكونوا في حالة سوية هل تعرضوا لتخدير.. أم لتسمم.. أم تم سحرهم.. أم طاف عليهم طائف بليل.. وأخذ يضربهم على أقدامهم بهراوات غليظه فأفقدهم الحركة.. هناك أمر عظيم حدث.. «أولادنا» أصيبوا بشلل مؤقت حتى إن الواحد منهم ما أن يشوت الكرة حتى تراوح مكانها.. أو يلعبها للخصم كأنه زميله.. أعتقد إن عيون اللاعبين غشتها غشاوة.. فأصبحوا يرون فنايل الخصم مثل فنايلهم.. فيشوت أحدهم الكرة إلى الخصم «لأنو شايفو زميلو».. لا .. لا.. فريقنا تعرض لسحر عديل كده.. فقد سلب ساحر طاقتهم البدنية.. وسلبهم الحركة وقام بتكتيفهم فكانوا لا يستطيعون السعي.. صحيح مارس الخصوم عنفاً فوق العادة.. خاصة على اللاعب «بشه» فكانوا يهجمون عليه كأسود كواسر ثم يغنون له وهو واقع: الوقعو منو يا ناس! صحيح الحكم كان مشوش جداً.. وربما كان مجدداً فلغى حالة التسلل، وأصبح لا يشتغل بها الشغلة.. ربما لم يجد وجاهة في حالة التسلل.. والتسلل عنده فقط هو الحرامي الذي يتلب في البيوت.. أما اللاعب فما في حاجه اسمها متسلل.. كل هذا صحيح.. لكن برضو اللاعبين ماقصروا.. فأصبحنا أمام عنف زايد.. وحكم شغال بي مزاجو.. وجمهور شرس جداً ومتحرك جداً.. وميدان عجيب جداً.. مرطب أو لين.. يصلح لرياضة التزحلق أكثر مما يصلح لمباراة في كرة القدم.. لكن أيضاً دعم لاعبونا كل ذلك بتقاعس غريب وبتكاسل مريب.. وبإصابات بالكساح وشلل الأطفال وعمى الألوان.. والشزوفرينيا والتوهان.. وأصيبوا فجأة بفوبيا من الكرة.. فأصبحوا يخافون من الكرة.. ولا يهبشونها ويمررونها للخصم في كرم حاتمي الوحيد الذي لم يفهم هو حارس المرمى المعز محجوب.. يبدو إن «العمل ما مشى فيهو».. فكان يتحول مرات إلى عصفور يطير ويخطف الكرة.. ثم يتحول إلى بتاع كراتيه فيقفز نحو الكرة بكلياته فيبعدها.. وبينما كان زملاؤه يتفرجون على اللاعب الأثيوبي وهو يمر أمامهم لا يجد المعز بداً من أن يخطف الكرة من أقدام اللاعب.. أخيراً قرر المعز أن يكرم الجماعة بي حبتين.. كذلك الطريق إلى مرمى الخصم كان مليئاً بأشواك وصخور.. وبنيران مشتعلة لذلك لا يقرب أحد من لاعبينا هذا المرمى المسحور.. لعبنا في ميدان كرة قدم صاح.. لكننا لم نلعب كرة قدم.. تركنا الفريق الأثيوبي هو الذي يلعب الكرة.. وكان دورنا الفرجة عليه.. وهذا اقتراح جديد وطريقة فريدة في المواجهة الكروية.. أن نترك الخصم يلعب الكرة.. وأنت تتفرج عليه.. كان دفاعنا يقول لمهاجم الخصم.. شوت يله.. فيشوت ذلك وللمفاجأة وعدم التصديق يطيح بالكرة.. لأنه غير مصدق وربما تساءل: انتو لاعبين السودان ديل جنوا ولا شنو؟ المهاجمون الأثيوبيون كانوا أكثر كرماً منا في بعض الحالات، فبينما يتركهم الدفاع يفعلون مايحلو لهم.. يطيحون بالكرة بعيداً عن المرمى، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.. مدام كده.. كان المدير الفني يستعين بسادومبا وساكواها.. ما فيها حاجه بعدين يقولوا لعبنا أجانب ويقوموا يعتبروننا مهزومين.. يعني شنو؟ أخير لينا من الهزيمة الشينه دي.. كنا على الأقل لعبنا كرة قدم بمعاونة أصدقاء.. يراودني شعور بأن لاعبي أثيوبيا استخدموا منشطات.. بينما لاعبونا استخدموا مهدئات ومثبطات.. ياربي فريقنا القومي أصيب بملاريا جماعية.. وطلعت ليهو في راسو.. بل على العكس نزلت ليهو في كراعو..؟!